القاعديون التروتسكيون اكبر مهزله- 1
صفحة 1 من اصل 1
القاعديون التروتسكيون اكبر مهزله- 1
منذ ظهورهم في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات ·، شكل الطلبة القاعديون القلب النابض للحركة الطلابية المغربية . فبتفانيهم في الدفاع عن مصالح الجماهير الطلابية ، وارتباطهم اليومي بانشغالاتها وهمومها ،اكتسبوا قدرة كبيرة على اجتياز أحلك الظروف و أشدها قساوة .فهم وليس غيرهم من تحمل رفع مشعل الجماهير داخل الجامعة المغربية ، وهم و ليس غيرهم من بقي صامدا مناضلا في وجه ديكتاتورية النظام القائم بعدما انسحبت كل القوى الإصلاحية من الساحة الجامعية في تواطؤ مكشوف لإقبار الهوية التقدمية و الكفاحية للإتحاد الوطني لطلبة المغرب و الحركة الطلابية .
إن كل ذلك بالفعل جعلهم طليعة الحركة الطلابية بدون منازع. و هذا الموقع الذي احتله الطلبة القاعديون جعلهم أيضا عرضة لكل أنواع القمع و التقتيل ، و لكل أنواع المؤامرات و التكالبات .هكذا لم يبخل الطلبة القاعديون في صراعهم ضد أعداء الحركة الطلابية من تقديم خيرة مناضليهم للشهادة ( سواء في الصراع ضد النظام القائم أو ضد القوى الظلامية )[1] أو للمعتقلات ، حيث وزعت على مناضليه قرون من السجون[2] . كما لم يسلم الطلبة القاعديون من المؤامرات و الهزات الداخلية ، فمنذ المؤتمر السابع عشر
وهم يواجهون التحريفية و التصفوية ، و كلما اشتدت قوتهم و تنامى فعلهم داخل الحركة الطلابية إلا و كانوا أكثر عرضة للهجومات والتكالبات . و في هذا السياق ، و بعد سنوات من التحضير و التقدم في مواجهة " الميثاق الوطني للتربية و التكوين " الذي عكسته المعارك البطولية التي شهدتها الحركة الطلابية في السنوات الأخيرة ، سوف يتعرض الطلبة القاعديون مرة أخرى لتكالبات الانتهازية و التصفوية ، وهذا ما عكسه بعض دعاة التروتسكية للنيل من الفصيل في محاولة يائسة و خسيسة لتحريف خطه ، واختراقه فكريا و سياسيا . و هكذا ظهر الديماغوجيون الذين يحاولون التأسيس لشيء أسمه " القاعديون التروتسكيون ". إن هذه المحاولة الجبانة شكلت بالفعل أكبر مهزلة سوف يعرفها تاريخ القاعديين، بل و تاريخ الحركة الطلابية المغربية ككل .
ففي مقال بعنوان " الحركة الطلابية المغربية و مهام المناضلين الماركسيين " حاول بعض التروتسكيين تحريف خط الطلبة القاعديين رغم معرفتهم بموقف هؤلاء من التروتسكية* ، واضعين للقاعديين مهام "جديدة " تنسجم و مشروعهم الفكري و السياسي المفلس تاريخيا . فكيف إذن حاول هؤلاء السادة "شرعنة " هذا الاختراق ؟ و لماذا في هذا الوقت بالضبط ؟ و ما هي واجباتنا اتجاهه؟[3]
إن أول ما يلفت الانتباه في مقالة السادة التروتسكيين هي محاولتهم لجعل القاعديين شيء غير موجود ، هلامي ، لا تصور له ، ولا برنامج يناضل على أرضيته (!!) ، و هي ذاتها الطريقة و الصيغة الوحيدة التي اعتمدتها التحريفية تاريخيا لضرب القاعديين. إن هذه الطريقة في التعاطي مع القاعديين و كأنهم " سوق " يدخله من هب و دب و لكل " الحق " في التكالب عليه ، هو و الحق يقال أنذل صيغ الصراع الفكري و السياسي التي ابتدعتها التحريفية و الانتهازية و التصفوية عبر تاريخها . لكن السادة التروتسكيين لن يكتفوا بهذه الطريقة، بل سيجتهدون في تطويرها إلى ابعد حدود الوضاعة وتزييف الحقائق ، و هذا ما تجلى عندما حاولوا تقييم المعارك الجماهيرية العارمة التي شهدتها الحركة الطلابية خلال الموسمين الماضيين ، محاولين إيهام أنفسهم و إيهام المغرر بهم ممن لازالوا يلتفون حولهم ، بكون هذه المعارك مجرد ردة فعل عفوية للجماهير الطلابية معتبرين أن" الرفض القاطع لتطبيق ما سمي بالميثاق الوطني للتربية و التكوين من طرف الأغلبية الساحقة من الطلاب " هو " هو السبب المباشر في خلق هذه الموجة العظيمة من النضالات " و التي " تميزت باتساع رقعتها الجغرافية و بالالتفاف الجماهيري الواسع و الكفاحية و طول النفس " وأيضا " التزامن الوقتي "[4].
إن هذه المميزات التي اتسمت بها معارك الجماهير الطلابية ، و التي انتزعت اعتراف كل أعداء الحركة الطلابية و أعداء القاعديين ( و أصحابنا أكبر دليل على ذلك ) هي أبعد من أن تكون نتاج ردة فعل عفوية للطلاب ف"الرفض القاطع" "لأغلبية الطلاب " لم يتشكل لدى الطلاب ، أيها السيد التروتسكي، بفعل محاضرات السادة الانتهازيين ، و لا برغبات المخلصين ، بل بفعل نضال القاعديين .
إن تغييب هؤلاء السادة لدور الطليعة في النضالات التي حددوا مميزاتها ( وهي كذلك ) بالالتفاف الجماهيري و الكفاحية و طول النفس و التزامن الوقتي ليس سوى تجسيدا لمقولة "نبيهم المنبوذ" و التي يضرب بها المثل في عبادة العفوية : " إن الاشتراكية الديمقراطية تتصور الاستيلاء على السلطة عملا واعيا تؤديه الطبقة الثورية "[5] . " و هكذا كان دائما تروتسكي كلما كان يتطرق إلى النضال السياسي لا يشير أبدا إلى دور المنظمات الثورية بل يكتفي بالكلام عن القوى الاجتماعية مطابقا بذلك الحزب مع الطبقة بأسرها "[6]
و هو نفس المسار الذي تتستر خلفه بعض الأبواق " الجديدة " للتروتسكية لضرب الحملم وتحريف مسارها الفكري و السياسي . ولكي نفند ادعاءات هؤلاء السادة غير الشرفاء ، وحتى نزيل عنهم لباسهم الخفيف أصلا لابد من الرجوع إلى التاريخ و الوقائع كما هي و كما حدثت .
إن الماركسية أيها" الماركسي الثوري" المزور تنبذ النظرة الذاتية للتعاطي مع التاريخ ، فلا يجب أن تنظر إلى الوقائع و التاريخ وفق ما تريده أن يكون بل يجب أن
تتعاطى معه كما هو كائن ، وكما حدث بالفعل .فماذا يقول التاريخ ؟
منذ صدور مشروع "الميثاق الوطني للتربية و التكوين " ، بل قبل ذلك بكثير[7] ، عرفت الساحة الجامعية في العديد من المواقع دعاية مكثفة ضد هذا التخريب الذي يتعرض له التعليم . وقد كان للطلبة القاعديون شرف قيادة هذا النضال و طرح نقاش " الميثاق " و خلفياته في صفوف الجماهير الطلابية . و هكذا شكلت سنوات 99,98;97 سنوات الدعاية المكثفة ضد تقرير البنك العالمي و توصياته حول التعليم و التي شكلت فيما بعد روح و نص ما سمي ب"الميثاق الوطني للتربية و التكوين "، وتعددت أشكال الدعاية و التحريض حسب تنوع الوضع الذاتي للطلبة القاعديين آنذاك ، خصوصا و أنهم لم يبرحوا أن خرجوا من معركة ضد التحريفية التي سيطرت على الفصيل مع نهاية الثمانينات و بداية التسعينات ، و ضد القوى الظلامية التي حاولت اجثتاتهم دون جدوى . إن هذه الانتصارات التاريخية التي حققها الطلبة القاعديون آنذاك قد رافقها أيضا العديد من النتائج السلبية على وضعهم الذاتي و كان أبرزها التقوقع و الانغماس على الذات محليا .
لكن رغم كل ذلك فإن المعارك البطولية التي خاضتها الجماهير الطلابية في العديد من المواقع الجامعية على كل الجبهات (مواجهة البيروقراطية ، الدفاع عن مكتسبات الجماهير ، مواجهة بنود التخريب الجامعي ، النضال ضد تجليات الحضر العملي ...)كانت بمثابة الأرضية الخصبة التي سوف تقدم وعي و ممارسة الطلبة القاعديين وهم في قلب نضالات الجماهير الطلابية . و هكذا عرفت مواقع كثيرة سنة 1997 نضالات بطولية بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي خلفت استشهاد الرفيق منصف العزوزي بموقع فاس إبان معركة تحصين مكتسبات الجماهير الطلابية . كما شهدت ذات السنة و في نفس الموقع هجوما كاسحا قاده الطلبة القاعديون ضد القوى الظلامية التي لم تقم لها قائمة تذكر منذ ذلك الحين ، سواء داخل الموقع أو في العديد من المواقع الاخرى . كما سجلت سنة 1998 معارك بطولية امتدت في بعض المواقع إلى أزيد من أربعة أشهر من مقاطعة الدروس و مقاطعة الامتحانات [8] . إن كل ذلك كان بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي الذي ظل وفيا لروح شهدائه و شهداء الحركة الطلابية متشبثا بالمهام المرحلية التي شكلت برنامج نضال الجماهير الطلابية .إن تلك الفعالية و الدينامية القويتين التي شهدتهما الحركة الطلابية بقيادة القاعديين طول تلك السنوات قد أكسبت الطلبة القاعديين مقومات الحصانة الذاتية و النهج الفكري و السياسي . فبعد أن تمكن القاعديون خلال سنوات الثمانينات من تحديد البرنامج الذي يعكس حاجيات و آفاق نضال الجماهير الطلابية[9] فإن النضالات البطولية التي خاضتها الجماهير الطلابية و كذا الاستهدافات الخطيرة التي تتعرض لها الحركة الطلابية قد مكن القاعديين أيضا من بلورة الشعار التكتيكي المناسب لقيادة الحركة الطلابية: "المجــــــــــــــــانية أو الاستشهــــــــاد " .
فإبان قيادتهم لمعارك الجماهير الطلابية ، و في سياق نضالهم من أجل فضح و توضيح خطورة مقررات البنك العالمي لسنة1995 استطاع القاعديون أبراز خطورة سعي الامبريالية و عملائها المحليين لضرب مجانية التعليم ، واعتبروا أن خوصصة التعليم تشكل الحلقة الأساسية في الاستهداف الحالي الذي يتعرض لها هذا القطاع [10] ، فخوصصته ( أي التعليم ) تعني الحرمان الكامل لأبناء الجماهير الكادحة من حقهم في التعليم ، هؤلاء الاخيرون الذين يشكلون الأساس المادي لتبلور الفعل التقدمي و الكفاحي داخل الحركة الطلابية .
ومع نهاية موسم 99-98 و بداية موسم 2000-99 سوف يتقدم الطلبة القاعديون بعد نقاشات مستفيضة بقراءة نقدية للميثاق الطبقي للتركيع و التبضيع [11]، يفضحون من خلالها الطابع الاستعماري و الطبقي لخلفيات " الميثاق" . و قد شكلت هذه القراءة عاملا أساسيا سواء في إحقاق بعض شروط إعادة بناء وحدتهم على المستوى الوطني أو في الرفع من وعي الجماهير الطلابية بخطورة "الميثاق" و متطلبات مواجهته ، و سوف تشكل نضالات موسم 2001-2000 النتائج المباشرة لهذا العمل الجبار الذي خاضه القاعديون .فأبان هذا الموسم بالتحديد سوف يتقدمون خطوات واضحة إلى الأمام ، سواء في بناء وحدتهم على المستوى الوطني أو في قيادتهم السياسية و الفكرية للحركة الطلابية بالنضال الدعائي الذي نظمه القاعديون ضد " الميثاق" خلال هذا الموسم شكل عاملا أساسيا في توسيع قاعدة الرافضين "للميثاق" بل و توسيع قاعدة المستعدين لمواجهته أيضا . و هكذا نظم القاعديون في كل من موقع مراكش ، أكادير ، مكناس ، الراشيدية أسابيع ثقافية للدعاية ضد " الميثاق " و لحشد القوى من أجل التقدم في مواجهة خوصصة التعليم و ما تتطلبه من مستلزمات . وقد نظمت كل تلك الأسابيع على أرضية واحدة و اتخذت طابعا وطنيا واضحا ، ولم يكن الفاصل الزمني بين أسبوع و آخر سوى بضعة أيام ( يومين أو ثلاثة ).
إن طرح الطلبة القاعديين لشعار" المجانية أو الاستشهاد "قد رافقه التأكيد على :
- أن معركة الدفاع عن المجانية ليست معركة محددة زمنيا ، بل هي ممتدة إلى حين فرض التراجع عن نظام التعليم المؤدى عنه.
- إن معركة المجانية ليست معركة موقع دون المواقع الأخرى ، بل هي معركة الحركة الطلابية ، و هنا تظهر ضرورة إحقاق الوحدة على المستوى الوطني كشرط أساسي للتصدي للخوصصة .
- إن معركة المجانية تتطلب بالضرورة النضال ضد توفير شروط الخوصصة ، أي النضال من أجل تحصين مكتسبات الجماهير الطلابية و مواجهة بنود التخريب الجامعي و النضال ضد تجليات الحضر العملي من أواكس و قوى ظلامية ، ومصادرة الحق في التعبير و الحرية ... و أيضا النضال ضد الأطروحات البيروقراطية التي تشكل مضمون الأزمة الذاتية للحركة الطلابية .
إن كل ذلك العمل الفكري و السياسي الذي قام به الطلبة القاعديون جعلهم بحق طليعة الحركة الطلابية بدون منازع ، البرهان و الدليل القاطع على صحة إجابتهم حول أزمة الحركة الطلابية و شكل من الجهة المقابلة أحد الشروط الأساسية للنهوض الجماهيري الذي عرفته سنوات 2004-2003 و 2005-2004[12].
و هكذا يتضح أن صاحب مقال " الحركة الطلابية المغربية و مهام المناضلين الماركسيين " لم يكن شريفا في التعاطي مع التاريخ ، و لم يتناول النضالات إلا من منظور ذاتي ، و يحاول من خلاله التأسيس لتحريف الخط الفكري و السياسي للطلبة القاعديين . لكن يجب مع ذلك التنبيه إلى أن الهدف ليس الطلبة القاعديون في حد ذاتهم بل الحملم* و الثورة المغربية . و هذا ما يجعل من ضرورة النضال ضد هذا الطرح التصفوي واجبا ثوريا على كل الذين يرفعون علم الثورة المغربية .
إن النضالات البطولية التي شهدتها الحركة الطلابية سنتي 2004-2003 و 2005-2004 و التي اتسمت حسب صاحب المقال ( و هي كذلك ) بالالتفاف الجماهيري و الكفاحية و طول النفس و التزامن الوقتي ، كانت جلها تحت قيادة النهج الديمقراطي القاعدي . و هذا ما حاول صاحبنا " الماركسي الثوري" لزوم الصمت حوله لا لشيء إلا ليؤسس ويبرر تعاطيه الانتهازي مع نضالات الجماهير ، حيث كتب يقول : " إذا كانت الجماهير النضالية التي أبان عنها أبناء العمال و الفلاحين و الكادحين في الجامعات قادرة على مقاومة بعض الهجومات التي تتعرض لها مكتسبات الحركة الطلابية ، فإنها سوف تظل عاجزة عن تحقيق الانتصار مادام ينقصها وجود قيادة صحيحة تمتلك برنامجا و تكتيكا و استراتيجية واضحة و مادام ينقصها التنظيم . من هنا تنبع الحاجة إلى عنصر الوعي و التنظيم ومن هنا الحاجة الى المناضلين الماركسيين اللينينيين الذين هم داخل الحركة الطلابية القاعديون و ليس غيرهم "[13]
هذه بالضبط هي الخلفية السياسية المباشرة لصاحبنا " الماركسي الثوري" ، و هذه الخلفية هي بالضبط التي تبين أي جبن و أي تعاطي غير شريف مع التاريخ و الحقائق ، و أي محاولات لتزييف وعي الجماهير تقدم عليها الانتهازية و التصفوية ، لكن الخلفيات السياسية غير المباشرة هي ألعن من ذلك . إن هذه المحاولات الغبية ترمي إلى تأسيس تدخل أحد أجنحة التروتسكيين للمغرب في محاولة لتصفية الحسابات بينهم داخل الأمانة العامة للأممية الرابعة . إن هذه المحاولات الخسيسة ترمي إلى ضرب الحملم و ضرب مسار الثورة المغربية .فأصحابنا يعتقدون أن المجال الأكثر ملاءمة لإبراز ذاتهم هو الحركة الطلابية ، لكنهم لا يمتلكون مقومات بناء توجههم الخاص ، فما العمل إذن ؟ إختراق القاعديين . هذه هي الإجابة التي توصل إليها أصحاب العقول الوسخة . و لماذا القاعديون بالضبط ؟ لماذا طرح صاحبنا التروتسكي " الحاجة إلى المناضلين الماركسيين اللينينيين الذين هم داخل الحركة الطلابية القاعديون و ليس غيرهم " رغم معرفته بموقف القاعديين من التروتسكية؟[14] ، أهي السفالة وحدها ؟ لا أبدا ، بل نظرا لحجم القاعديين داخل الحركة الطلابية ، و لموقع هذه الأخيرة في الصراع الطبقي ببلادنا و أساسا لدور القاعديين داخل الحملم باعتبارهم مدرسة أساسية ( و ليست وحيدة ) لتطعيم الحملم بالأطر و الكوادر .
إن كل ذلك بالفعل جعلهم طليعة الحركة الطلابية بدون منازع. و هذا الموقع الذي احتله الطلبة القاعديون جعلهم أيضا عرضة لكل أنواع القمع و التقتيل ، و لكل أنواع المؤامرات و التكالبات .هكذا لم يبخل الطلبة القاعديون في صراعهم ضد أعداء الحركة الطلابية من تقديم خيرة مناضليهم للشهادة ( سواء في الصراع ضد النظام القائم أو ضد القوى الظلامية )[1] أو للمعتقلات ، حيث وزعت على مناضليه قرون من السجون[2] . كما لم يسلم الطلبة القاعديون من المؤامرات و الهزات الداخلية ، فمنذ المؤتمر السابع عشر
وهم يواجهون التحريفية و التصفوية ، و كلما اشتدت قوتهم و تنامى فعلهم داخل الحركة الطلابية إلا و كانوا أكثر عرضة للهجومات والتكالبات . و في هذا السياق ، و بعد سنوات من التحضير و التقدم في مواجهة " الميثاق الوطني للتربية و التكوين " الذي عكسته المعارك البطولية التي شهدتها الحركة الطلابية في السنوات الأخيرة ، سوف يتعرض الطلبة القاعديون مرة أخرى لتكالبات الانتهازية و التصفوية ، وهذا ما عكسه بعض دعاة التروتسكية للنيل من الفصيل في محاولة يائسة و خسيسة لتحريف خطه ، واختراقه فكريا و سياسيا . و هكذا ظهر الديماغوجيون الذين يحاولون التأسيس لشيء أسمه " القاعديون التروتسكيون ". إن هذه المحاولة الجبانة شكلت بالفعل أكبر مهزلة سوف يعرفها تاريخ القاعديين، بل و تاريخ الحركة الطلابية المغربية ككل .
ففي مقال بعنوان " الحركة الطلابية المغربية و مهام المناضلين الماركسيين " حاول بعض التروتسكيين تحريف خط الطلبة القاعديين رغم معرفتهم بموقف هؤلاء من التروتسكية* ، واضعين للقاعديين مهام "جديدة " تنسجم و مشروعهم الفكري و السياسي المفلس تاريخيا . فكيف إذن حاول هؤلاء السادة "شرعنة " هذا الاختراق ؟ و لماذا في هذا الوقت بالضبط ؟ و ما هي واجباتنا اتجاهه؟[3]
إن أول ما يلفت الانتباه في مقالة السادة التروتسكيين هي محاولتهم لجعل القاعديين شيء غير موجود ، هلامي ، لا تصور له ، ولا برنامج يناضل على أرضيته (!!) ، و هي ذاتها الطريقة و الصيغة الوحيدة التي اعتمدتها التحريفية تاريخيا لضرب القاعديين. إن هذه الطريقة في التعاطي مع القاعديين و كأنهم " سوق " يدخله من هب و دب و لكل " الحق " في التكالب عليه ، هو و الحق يقال أنذل صيغ الصراع الفكري و السياسي التي ابتدعتها التحريفية و الانتهازية و التصفوية عبر تاريخها . لكن السادة التروتسكيين لن يكتفوا بهذه الطريقة، بل سيجتهدون في تطويرها إلى ابعد حدود الوضاعة وتزييف الحقائق ، و هذا ما تجلى عندما حاولوا تقييم المعارك الجماهيرية العارمة التي شهدتها الحركة الطلابية خلال الموسمين الماضيين ، محاولين إيهام أنفسهم و إيهام المغرر بهم ممن لازالوا يلتفون حولهم ، بكون هذه المعارك مجرد ردة فعل عفوية للجماهير الطلابية معتبرين أن" الرفض القاطع لتطبيق ما سمي بالميثاق الوطني للتربية و التكوين من طرف الأغلبية الساحقة من الطلاب " هو " هو السبب المباشر في خلق هذه الموجة العظيمة من النضالات " و التي " تميزت باتساع رقعتها الجغرافية و بالالتفاف الجماهيري الواسع و الكفاحية و طول النفس " وأيضا " التزامن الوقتي "[4].
إن هذه المميزات التي اتسمت بها معارك الجماهير الطلابية ، و التي انتزعت اعتراف كل أعداء الحركة الطلابية و أعداء القاعديين ( و أصحابنا أكبر دليل على ذلك ) هي أبعد من أن تكون نتاج ردة فعل عفوية للطلاب ف"الرفض القاطع" "لأغلبية الطلاب " لم يتشكل لدى الطلاب ، أيها السيد التروتسكي، بفعل محاضرات السادة الانتهازيين ، و لا برغبات المخلصين ، بل بفعل نضال القاعديين .
إن تغييب هؤلاء السادة لدور الطليعة في النضالات التي حددوا مميزاتها ( وهي كذلك ) بالالتفاف الجماهيري و الكفاحية و طول النفس و التزامن الوقتي ليس سوى تجسيدا لمقولة "نبيهم المنبوذ" و التي يضرب بها المثل في عبادة العفوية : " إن الاشتراكية الديمقراطية تتصور الاستيلاء على السلطة عملا واعيا تؤديه الطبقة الثورية "[5] . " و هكذا كان دائما تروتسكي كلما كان يتطرق إلى النضال السياسي لا يشير أبدا إلى دور المنظمات الثورية بل يكتفي بالكلام عن القوى الاجتماعية مطابقا بذلك الحزب مع الطبقة بأسرها "[6]
و هو نفس المسار الذي تتستر خلفه بعض الأبواق " الجديدة " للتروتسكية لضرب الحملم وتحريف مسارها الفكري و السياسي . ولكي نفند ادعاءات هؤلاء السادة غير الشرفاء ، وحتى نزيل عنهم لباسهم الخفيف أصلا لابد من الرجوع إلى التاريخ و الوقائع كما هي و كما حدثت .
إن الماركسية أيها" الماركسي الثوري" المزور تنبذ النظرة الذاتية للتعاطي مع التاريخ ، فلا يجب أن تنظر إلى الوقائع و التاريخ وفق ما تريده أن يكون بل يجب أن
تتعاطى معه كما هو كائن ، وكما حدث بالفعل .فماذا يقول التاريخ ؟
منذ صدور مشروع "الميثاق الوطني للتربية و التكوين " ، بل قبل ذلك بكثير[7] ، عرفت الساحة الجامعية في العديد من المواقع دعاية مكثفة ضد هذا التخريب الذي يتعرض له التعليم . وقد كان للطلبة القاعديون شرف قيادة هذا النضال و طرح نقاش " الميثاق " و خلفياته في صفوف الجماهير الطلابية . و هكذا شكلت سنوات 99,98;97 سنوات الدعاية المكثفة ضد تقرير البنك العالمي و توصياته حول التعليم و التي شكلت فيما بعد روح و نص ما سمي ب"الميثاق الوطني للتربية و التكوين "، وتعددت أشكال الدعاية و التحريض حسب تنوع الوضع الذاتي للطلبة القاعديين آنذاك ، خصوصا و أنهم لم يبرحوا أن خرجوا من معركة ضد التحريفية التي سيطرت على الفصيل مع نهاية الثمانينات و بداية التسعينات ، و ضد القوى الظلامية التي حاولت اجثتاتهم دون جدوى . إن هذه الانتصارات التاريخية التي حققها الطلبة القاعديون آنذاك قد رافقها أيضا العديد من النتائج السلبية على وضعهم الذاتي و كان أبرزها التقوقع و الانغماس على الذات محليا .
لكن رغم كل ذلك فإن المعارك البطولية التي خاضتها الجماهير الطلابية في العديد من المواقع الجامعية على كل الجبهات (مواجهة البيروقراطية ، الدفاع عن مكتسبات الجماهير ، مواجهة بنود التخريب الجامعي ، النضال ضد تجليات الحضر العملي ...)كانت بمثابة الأرضية الخصبة التي سوف تقدم وعي و ممارسة الطلبة القاعديين وهم في قلب نضالات الجماهير الطلابية . و هكذا عرفت مواقع كثيرة سنة 1997 نضالات بطولية بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي خلفت استشهاد الرفيق منصف العزوزي بموقع فاس إبان معركة تحصين مكتسبات الجماهير الطلابية . كما شهدت ذات السنة و في نفس الموقع هجوما كاسحا قاده الطلبة القاعديون ضد القوى الظلامية التي لم تقم لها قائمة تذكر منذ ذلك الحين ، سواء داخل الموقع أو في العديد من المواقع الاخرى . كما سجلت سنة 1998 معارك بطولية امتدت في بعض المواقع إلى أزيد من أربعة أشهر من مقاطعة الدروس و مقاطعة الامتحانات [8] . إن كل ذلك كان بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي الذي ظل وفيا لروح شهدائه و شهداء الحركة الطلابية متشبثا بالمهام المرحلية التي شكلت برنامج نضال الجماهير الطلابية .إن تلك الفعالية و الدينامية القويتين التي شهدتهما الحركة الطلابية بقيادة القاعديين طول تلك السنوات قد أكسبت الطلبة القاعديين مقومات الحصانة الذاتية و النهج الفكري و السياسي . فبعد أن تمكن القاعديون خلال سنوات الثمانينات من تحديد البرنامج الذي يعكس حاجيات و آفاق نضال الجماهير الطلابية[9] فإن النضالات البطولية التي خاضتها الجماهير الطلابية و كذا الاستهدافات الخطيرة التي تتعرض لها الحركة الطلابية قد مكن القاعديين أيضا من بلورة الشعار التكتيكي المناسب لقيادة الحركة الطلابية: "المجــــــــــــــــانية أو الاستشهــــــــاد " .
فإبان قيادتهم لمعارك الجماهير الطلابية ، و في سياق نضالهم من أجل فضح و توضيح خطورة مقررات البنك العالمي لسنة1995 استطاع القاعديون أبراز خطورة سعي الامبريالية و عملائها المحليين لضرب مجانية التعليم ، واعتبروا أن خوصصة التعليم تشكل الحلقة الأساسية في الاستهداف الحالي الذي يتعرض لها هذا القطاع [10] ، فخوصصته ( أي التعليم ) تعني الحرمان الكامل لأبناء الجماهير الكادحة من حقهم في التعليم ، هؤلاء الاخيرون الذين يشكلون الأساس المادي لتبلور الفعل التقدمي و الكفاحي داخل الحركة الطلابية .
ومع نهاية موسم 99-98 و بداية موسم 2000-99 سوف يتقدم الطلبة القاعديون بعد نقاشات مستفيضة بقراءة نقدية للميثاق الطبقي للتركيع و التبضيع [11]، يفضحون من خلالها الطابع الاستعماري و الطبقي لخلفيات " الميثاق" . و قد شكلت هذه القراءة عاملا أساسيا سواء في إحقاق بعض شروط إعادة بناء وحدتهم على المستوى الوطني أو في الرفع من وعي الجماهير الطلابية بخطورة "الميثاق" و متطلبات مواجهته ، و سوف تشكل نضالات موسم 2001-2000 النتائج المباشرة لهذا العمل الجبار الذي خاضه القاعديون .فأبان هذا الموسم بالتحديد سوف يتقدمون خطوات واضحة إلى الأمام ، سواء في بناء وحدتهم على المستوى الوطني أو في قيادتهم السياسية و الفكرية للحركة الطلابية بالنضال الدعائي الذي نظمه القاعديون ضد " الميثاق" خلال هذا الموسم شكل عاملا أساسيا في توسيع قاعدة الرافضين "للميثاق" بل و توسيع قاعدة المستعدين لمواجهته أيضا . و هكذا نظم القاعديون في كل من موقع مراكش ، أكادير ، مكناس ، الراشيدية أسابيع ثقافية للدعاية ضد " الميثاق " و لحشد القوى من أجل التقدم في مواجهة خوصصة التعليم و ما تتطلبه من مستلزمات . وقد نظمت كل تلك الأسابيع على أرضية واحدة و اتخذت طابعا وطنيا واضحا ، ولم يكن الفاصل الزمني بين أسبوع و آخر سوى بضعة أيام ( يومين أو ثلاثة ).
إن طرح الطلبة القاعديين لشعار" المجانية أو الاستشهاد "قد رافقه التأكيد على :
- أن معركة الدفاع عن المجانية ليست معركة محددة زمنيا ، بل هي ممتدة إلى حين فرض التراجع عن نظام التعليم المؤدى عنه.
- إن معركة المجانية ليست معركة موقع دون المواقع الأخرى ، بل هي معركة الحركة الطلابية ، و هنا تظهر ضرورة إحقاق الوحدة على المستوى الوطني كشرط أساسي للتصدي للخوصصة .
- إن معركة المجانية تتطلب بالضرورة النضال ضد توفير شروط الخوصصة ، أي النضال من أجل تحصين مكتسبات الجماهير الطلابية و مواجهة بنود التخريب الجامعي و النضال ضد تجليات الحضر العملي من أواكس و قوى ظلامية ، ومصادرة الحق في التعبير و الحرية ... و أيضا النضال ضد الأطروحات البيروقراطية التي تشكل مضمون الأزمة الذاتية للحركة الطلابية .
إن كل ذلك العمل الفكري و السياسي الذي قام به الطلبة القاعديون جعلهم بحق طليعة الحركة الطلابية بدون منازع ، البرهان و الدليل القاطع على صحة إجابتهم حول أزمة الحركة الطلابية و شكل من الجهة المقابلة أحد الشروط الأساسية للنهوض الجماهيري الذي عرفته سنوات 2004-2003 و 2005-2004[12].
و هكذا يتضح أن صاحب مقال " الحركة الطلابية المغربية و مهام المناضلين الماركسيين " لم يكن شريفا في التعاطي مع التاريخ ، و لم يتناول النضالات إلا من منظور ذاتي ، و يحاول من خلاله التأسيس لتحريف الخط الفكري و السياسي للطلبة القاعديين . لكن يجب مع ذلك التنبيه إلى أن الهدف ليس الطلبة القاعديون في حد ذاتهم بل الحملم* و الثورة المغربية . و هذا ما يجعل من ضرورة النضال ضد هذا الطرح التصفوي واجبا ثوريا على كل الذين يرفعون علم الثورة المغربية .
إن النضالات البطولية التي شهدتها الحركة الطلابية سنتي 2004-2003 و 2005-2004 و التي اتسمت حسب صاحب المقال ( و هي كذلك ) بالالتفاف الجماهيري و الكفاحية و طول النفس و التزامن الوقتي ، كانت جلها تحت قيادة النهج الديمقراطي القاعدي . و هذا ما حاول صاحبنا " الماركسي الثوري" لزوم الصمت حوله لا لشيء إلا ليؤسس ويبرر تعاطيه الانتهازي مع نضالات الجماهير ، حيث كتب يقول : " إذا كانت الجماهير النضالية التي أبان عنها أبناء العمال و الفلاحين و الكادحين في الجامعات قادرة على مقاومة بعض الهجومات التي تتعرض لها مكتسبات الحركة الطلابية ، فإنها سوف تظل عاجزة عن تحقيق الانتصار مادام ينقصها وجود قيادة صحيحة تمتلك برنامجا و تكتيكا و استراتيجية واضحة و مادام ينقصها التنظيم . من هنا تنبع الحاجة إلى عنصر الوعي و التنظيم ومن هنا الحاجة الى المناضلين الماركسيين اللينينيين الذين هم داخل الحركة الطلابية القاعديون و ليس غيرهم "[13]
هذه بالضبط هي الخلفية السياسية المباشرة لصاحبنا " الماركسي الثوري" ، و هذه الخلفية هي بالضبط التي تبين أي جبن و أي تعاطي غير شريف مع التاريخ و الحقائق ، و أي محاولات لتزييف وعي الجماهير تقدم عليها الانتهازية و التصفوية ، لكن الخلفيات السياسية غير المباشرة هي ألعن من ذلك . إن هذه المحاولات الغبية ترمي إلى تأسيس تدخل أحد أجنحة التروتسكيين للمغرب في محاولة لتصفية الحسابات بينهم داخل الأمانة العامة للأممية الرابعة . إن هذه المحاولات الخسيسة ترمي إلى ضرب الحملم و ضرب مسار الثورة المغربية .فأصحابنا يعتقدون أن المجال الأكثر ملاءمة لإبراز ذاتهم هو الحركة الطلابية ، لكنهم لا يمتلكون مقومات بناء توجههم الخاص ، فما العمل إذن ؟ إختراق القاعديين . هذه هي الإجابة التي توصل إليها أصحاب العقول الوسخة . و لماذا القاعديون بالضبط ؟ لماذا طرح صاحبنا التروتسكي " الحاجة إلى المناضلين الماركسيين اللينينيين الذين هم داخل الحركة الطلابية القاعديون و ليس غيرهم " رغم معرفته بموقف القاعديين من التروتسكية؟[14] ، أهي السفالة وحدها ؟ لا أبدا ، بل نظرا لحجم القاعديين داخل الحركة الطلابية ، و لموقع هذه الأخيرة في الصراع الطبقي ببلادنا و أساسا لدور القاعديين داخل الحملم باعتبارهم مدرسة أساسية ( و ليست وحيدة ) لتطعيم الحملم بالأطر و الكوادر .
revolutionarysocialist- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 707
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 14/10/2007
مواضيع مماثلة
» القاعديون التروتسكيون اكبر مهزله- 3
» القاعديون التروتسكيون اكبر مهزله- 2
» اكبر تجمع للجالية الايرانية في باريس لحماية اشرف - 18 حزيران
» القاعديون التروتسكيون اكبر مهزله- 2
» اكبر تجمع للجالية الايرانية في باريس لحماية اشرف - 18 حزيران
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى