حول نداء وحدة اليساريين والديمراطيين والعلمانيين
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حول نداء وحدة اليساريين والديمراطيين والعلمانيين
[size=18]حسقيل قوجمان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الحوار المتمدن - العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29
طلبت مني مجموعة من قرائي الاعزاء ان ابدي رأيي في الحملة التي دعت اليها ادارة الحوار المتمدن والنداء الذي وجهته ثلاثة احزاب تدعو الى وحدة اليساريين والديمقراطيين والعلمانيين. وقد تلقيت عدة رسائل دورية من الحوار المتمدن تدعوني كما تدعو كتابها الاخرين للتوقيع على نداء الاحزاب الثلاثة.
ان الدعوات للوحدة دعوات جذابة وجميلة ولكن الوحدة لها قواعد واسس لا يمكن تحقيق الوحدة بدونها. فكلمة وحدة تختلف عن كلمة ائتلاف او جبهة او اتفاق او تحالف اونضال مشترك مهما كان الاسم الذي يطلق عليها. فالوحدة تعني الاتفاق على مبدأ واحد مشترك تؤمن به كافة الاطراف المتحدة وتناضل من اجله وفقط من اجله. اما التآلفات الاخرى فهي اتفاقات بين جماعات تحمل اراء مختلفة ومبادئ مختلفة واهداف مختلفة تتفق فيما بينها على هدف مشترك او شعار مشترك تعمل على تحقيقه مع استمرار كل فئة من الفئات المؤتلفة في متابعة اهدافها الاخرى غير المشتركة حتى لو كانت معادية لبعضهم البعض.
ان الدعوات التي قرأتها مؤخرا تدعو كلها الى الاتفاق على تقوية العملية السياسية او خلق حكومة ديمقراطية علمانية ضمن العملية السياسية او تحويل العملية السياسية القائمة الى عملية سياسية ديمقراطية بدلا من عملية المحاصصة السياسية الدينية الطائفية القومية العنصرية التي تسود النظام الحالي وربما الحصول على اغلبية برلمانية في الانتخابات القادمة تبعد العناصر الدينية والطائفية والمحاصصية عن الحكم وتحقق حكومة ديمقراطية علمانية في ظروف جديدة يتصورها جميع الداعين الى هذه الوحدة. ان الدعوات تتحدث وكأن الشعب العراقي له القدرة على تشكيل حكومة ديمقراطية مستقلة بحرية تحت الاحتلال الاميركي البريطاني.
ما هي ظروف العراق الاجتماعية الحالية من ناحية الحركات اليسارية والديمقراطية والعلمانية؟ نشأت بعد الاطاحة بالنظام الصدامي عن طريق احتلال العراق من قبل اقوى قوة امبريالية، الدولة التي تريد الاستيلاء على العالم كله، الدولة الاميركية بقيادة بوش وكوندا وتشيني وغيرهم عشرات ان لم يكن مئات الاحزاب والمنظمات والتجمعات والتكتلات التي تدعي اليسارية والديمقراطية والعلمانية. وكل واحدة من هذه المنظمات لها مبادؤها وشعاراتها ومفاهيمها وسياساتها. ومن ضمن هذه المنظمات عشرات المنظمات التي لا تدعي اليسارية وحسب بل تدعي الشيوعية. ففي العراق اليوم عدد كبير من الاحزاب الشيوعية. وكل من هذه الاحزاب يدعي انه هو الحزب الشيوعي الحقيقي. وتختلف ادعاءات هذه الاحزاب في الاساس النظري والمبدئي الذي تؤمن به. فبعضهم يؤمن بكارل ماركس وحده واخرون يؤمنون بكارل ماركس وانجلز واحزاب اخرى تؤمن بكارل ماركس وانجلز ولينين واخرى تؤمن بكارل ماركس وانجلز ولينين وستالين واخرى احزاب ماوية تؤمن اضافة الى الاربعة بماو ويضاف الى ذلك الاحزاب التي تؤمن بتروتسكي وناظم حكمت بل بعضها يؤمن حتى بماركسية جديدة او بماركسية تتفق مع التقاليد والظروف الاجتماعية وغير ذلك من الادعاءات التي تسود في هذا العدد الكبير من الاحزاب والمنظمات التي تدعي الشيوعية.
ان عبارة الوحدة بين كل هذه الاحزاب المتنوعة والمختلفة والمتعارضة والمتنافسة والمعادية لبعضها البعض هي عبارة لا قيمة لها لانها دعوة غير قابلة للتحقيق في الظروف الحالية او في اية ظروف قادمة. فالوحدة يمكن ان تتحقق بين جماعات تتفق على مبدأ واحد وشعارات واحدة واهداف واحدة. وهذا ما لا يمكن تحقيقه بوجود مثل هذه الاحزاب وعشرات غيرها تدعي اليسارية او الديمقراطية او العلمانية اضافة الى الشيوعية.
ثم ان بعض الاحزاب التي تدعي اليسارية تسلك سياسات ابعد من اقصى اليمين كالتعاون مع قوى الاحتلال والخدمة في ظلها. فهي قوى ابعد ما يكون عن اليسارية او الديمقراطية او العلمانية.
ان الدعوات التي ظهرت اخيرا تدعو كلها الى تقوية العملية السياسية وتحويلها الى عملية سياسية جديدة يسارية كيسارية حزب العمال البريطاني وحزب العمال الاسرائيلي وديمقراطية مثل الديقراطية الاميركية التي تنعم في ظلها الشعب العراقي خلال خمس سنوات من الاحتلال وعلمانية مثل علمانية بوش الذي يتشاور مع الله قبل خروجه على باب الله صباح كل يوم. دعوات توجهها احزاب تعد نفسها للانتخابات البرلمانية القادمة. ان هذه النداءات لا تشير الى القوة الحاكمة الحقيقية في العراق حاليا. انها تتجاهل الواقع السياسي الحالي في العراق وهو وجود سلطة سياسية عسكرية واحدة هي سلطة الاحتلال. انهم يتحدثون وكان بالامكان تحقيق دولة ديمقراطية علمانية يسارية مستقلة في ظروف العراق الحالية.
ان الاحزاب الثلاثة التي وجهت النداء كلها احزاب اشتركت في العملية السياسية التي بدأت بمجلس حكم بريمر واستمرت في الحكومات المتتالية حتى حكومة المالكي الحالية. فهذه الاحزاب اليسارية والعلمانية والديمقراطية اشتركت في حكومة محاصصة دينية عنصرية طائفية منذ احتلال العراق وحتى يومنا هذا واعتبرتها ديمقراطية واعتبرت حكومة المالكي حكومة ديمقراطية انتخبها الشعب العراقي باغلبيته عن طريق انتخابات حرة. وهي ما زالت مشتركة في حكومة المحاصصة الدينية الطائفية ولم تبد اية نية للتخلي عنها او العمل على ازاحتها. ولكافة الاحزاب الثلاثة اعضاء في برلمان المحاصصة البريمري الحالي ومستشارون لمام جمال والمالكي وربما وزراء ونواب وزراء.
ان اتفاق هذه الاحزاب الثلاثة ليس جديدا. ففي الانتخابات الاخيرة لم ينتخب الشعب العراقي بشرا يعرفهم وانما انتخب ارقاما لا يعرف من يكمن وراءها فجاءت الانتخابات، بصرف النظر عن التزييفات، بهذه الحكومة التحاصصية. وقد خاضت هذه الاحزاب الثلاثة او على الاقل حزبان منها تحت رقم علاوي البعيد بعد السماء عن الارض عن اليسارية والديمقراطية والعلمانية اذ كان اول رئيس وزراء ومسؤولا مباشرا عن تدمير الفلوجة التي لم تلب طلبه بتسليم الزرقاوي فنفد صبره وطلب من جيوش الاحتلال شن حرب ابادة على الفلوجة لم تؤد الى القبض على الزرقاوي بل جعلت الفلوجة قاعا صفصفا وهجرت الناجين من سكانها ليعيشوا في الخيام لاجئين في وطنهم.
وقد مرت على الشعب العراقي خمس سنوات من الاحتلال بكل ما اصاب العراق من تدمير للدولة ونهب للاثار والمكتبات التاريخية وحل الجيش العراقي وحرمان الشعب العراقي من الماء والنفط والكهرباء والدواء والعلاج وامتلاء السجون بعشرات الالوف من السجناء بدون محاكمة وبدون توجيه اتهامات مع كافة الفضائح عن التعذيب واغتصابات الاناث والذكور على حد سواء وابادة خيرة علماء واساتذة العراق او تهجيرهم بدون ان تشعر هذه الاحزاب بضرورة وحدة اليساريين والديمقراطيين والعلمانيين ضد كل هذه المساوئ والكوارث. فما الذي نبهها الان الى ضرورة هذه الوحدة وتوجيه هذا النداء؟ هل هي صحوة ضمير وندم؟
بدأ الحديث الان عن احتمالات اجراء انتخابات جديدة في موعد قريب. وقد لمس الشعب العراقي الذي انتخب هذه الكتل في الانتخابات السابقة حقيقة هذه العناصر التي عملت باوامر المحتلين واوامر ايران وبركة الملالي على تقسيم العراق وتسليم ثرواته الى الشركات الاميركية. وحسب المثل القائل ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين تشعر هذه العناصر المكونة للحكومات الحالية بانها لو دخلت الانتخابات مرة ثانية سواء وراء الارقام كما في الانتخابات السابقة ام بالاعلان عن شخصياتهم فان الشعب العراقي لن ينتخب احدا من هؤلاء. والادارة الاميركية المحتلة تشعر بان العملية السياسية البريمرية تلفظ انفاسها الاخيرة وتريد تهيئة الظروف لبعثها بعد الوفاة او لخلق عملية سياسية جديدة بمجيء برلمان اخر لا يقل ولاء لها عن سابقه ولكنه يأتي تحت شعارات اخرى تختلف عن شعارات الانتخابات السابقة. ويبدو لي ان هذه الاحزاب تريد ان تكون هي الاداة لتحقيق الاهداف الاميركية من الانتخابات القادمة كي تشكل حكومة محاصصة لادينية لاطائفية بل حكومة "يسارية ديمقراطية علمانية" ترسخ الاحتلال وتديمه بنفس طريقة حكومات المحاصصة الدينية والطائفية القائمة.
ان الدعوة لمثل هذه الوحدة في رايي هي نسخة ثانية منقحة من الدعوة للمصالحة الوطنية التي سمعنا عنها الكثير ورأينا منها الكثير وما زالت الحكومة الحالية تدعو اليها وتعقد المؤتمرات من اجل تحقيقها وهي وحدة هدفها تقوية العملية السياسية التي تجري تحت ادارة واشراف السفير الاميركي واوامره وجذب العناصر التي امتنعت عن المشاركة في عملية بريمر السياسية للالتحاق بهذه العملية. فهدف النداء هو جر العناصر التي تدعو الى مقاومة الاحتلال وتحرير العراق منه للانضمام الى الاحزاب المشتركة في العملية السياسية الامبريالية الحالية وابعادهم عن فكرة المقاومة بكل اشكالها السلمية والمسلحة.
وانا اكتب هذه الفقرة قرأت خبرا شيقا في موقع البديل هو ان الجعفري، رئيس الوزراء السابق صرح يقول:"تباحثت في القاهرة مع فصائل عراقية مسلحة لها مشروع وطني حول سبل اشراكها في العملية السياسية." وقد جذبت انتباهي عبارة "لها مشروع وطني". فخلال السنوات الخمس الماضية كانت الفصائل المسلحة العراقية عبارة عن منظمات ارهابية لا مبدأ لها ولا تجوز المصالحة معها لان ايديها ملطخة بدم جيوش الاحتلال الغارقين من قمم رؤوسهم حتى اخامص اقدامهم بدماء الشعب العراقي. والان فدأة يرى رئيس الوزراء السابق ان لها مشروعا وطنيا وهو يتباحث مع هذه الفصائل المسلحة لاقناعها بالتخلي عن مشروعها الوطني والالتحاق بمشروعه في العملية السياسية اللاوطنية. ويبدو لي ان نداء الاحزاب الثلاثة هو نسخة طبق الاصل من هذا التصريح. فالدعوة موجهة الى جماعات لها مشروع وطني او مبدأ، جماعات يسارية او ديقراطية او علمانية او جميعها معا لكي تتخلى عن مشروعها الوطني وتنضم الى هذه الاحزاب في مشروعها اللاوطني في العملية السياسية البريمرية.
ولكن الحركة اليسارية الحقيقية في العراق على تشرذمها لا تؤمن بامكانية تحقيق دولة ديمقراطية علمانية يسارية في عراق يرزح تحت الاحتلال الاميركي وتتحكم فيه جيوش الاحتلال الجرارة التي تشن غاراتها اليومية على المدن والقرى العراقية بحرب ابادة لا تميز بين الشيخ والطفل والمراة وبين المقاوم وغير المقاوم وجيوش مرتزقة تابعة لها لا تقل في عددها عن عدد جيوش الاحتلال ولا تخضع لاي قانون محلي او دولي. القاهرة حول سبل إشراكها في العملية السياسية
يبدو لي ان الدعوة للوحدة هي دعوة فاشلة لا اساس عملي لها في الواقع الاجتماعي العراقي الحالي سواء في نطاق العملية السياسية الاميركية ام في الشارع العراقي المعادي للاحتلال. ففي الوضع الحالي، وتشرذم الاحزاب الشيوعية واليسارية، لا يوجد اساس لوحدة حتى ضد الاحتلال الاميركي. فالوحدة تتطلب الاتفاق على مبدأ واحد واهداف واحدة. وما يمكن تحقيقه حاليا قد يكون اتفاق عدد من المنظمات الحالية على العمل المشترك لتحقيق هدف معين. واول شرط من شروط تحقيق اتفاق كهذا هو الاعتراف بوجود الاحتلال الاميركي البريطاني ومعاداة الاحتلال والعمل على تحرير العراق من الاحتلال. ومثل هذه الاتفاقات لا يمكن ان تشكل وحدة وانما تشكل اتفاقا على هدف معين ايا كان ومهما كانت طبيعته. ويبدو لي ان الهدف الذي يمكن الاتفاق عليه بين جميع المنظمات اليسارية غير المشتركة في العملية السياسية الاميركية هو مقاومة الاحتلال. وحتى الاتفاق على مقاومة الاحتلال لا يمكن ان يشكل وحدة بين فروع الاتفاق. فهناك منظمات تؤمن بمقاومة الاحتلال وتؤمن بالمقاومة المسلحة كوسيلة وحيدة لتحرير العراق من الاحتلال وهناك منظمات تؤمن بالمقاومة السلمية كالاضرابات والعصيانات والدعايات الاعلامية وهناك اراء بين هذا وذاك.
هل هناك امل في تحقيق وحدة من اي نوع كان؟ ان الوحدة في رايي ممكنة فقط اذا اتفقت المنظمات المتوحدة على مبدأ واحد. لان المبدأ الواحد هو الاساس الجوهري لتحقيق وحدة. فشعار يا عمال العالم اتحدوا مثلا هو الشعار الاساسي الممكن لوحدة الطبقة العاملة العالمية. فهناك مبدأ واحد يحقق اهداف الطبقة العاملة بكل فروعها العالمية هو مبدأ الاطاحة بالنظام الراسمالي وتحقيق عالم خال من استغلال الانسان للانسان. وكانت الماركسية هي المبدأ الموحد للطبقة العاملة. وعلى اساس الماركسية امكن تحقيق وحدة عالمية في الامميات الشيوعية الثلاث وكان التخلي عن الماركسية باي حجة كالعودة الى لينين او الشيوعية الاوروبية او التطور السلمي نحو الاشتراكية او الطريق اللاراسمالي صوب الاشتراكية او الدول ذات التوجه الاشتراكي او تحقيق اشتراكية ذات وجه انساني هو السبب الحقيقي لتشرذم الحركة الشيوعية العالمية بقيادة خروشوف والخروشوفيين.
ان الوحدة الوحيدة الممكنة في المجتمع العراقي اليوم هي الوحدة القائمة على نفس اساس الوحدة التي تحققت في وحدة الحركة الشيوعية في عهد الامميات الثلاث. وحدة قائمة على اساس الماركسية اللينينية. والماركسية اللينينية ليست نظرية تقبل التفاسير المتعددة. وليس هناك حقيقة في تحويل الماركسية الى ماركسية خلاقة او ماركسية عصرية جديدة او قراءة الراسمال قراءة بعقلية اخرى وفقا للظروف الراهنة وليس تحقيق اشتراكية ذات وجه انساني كما كانت شعارات خروشوف والخروشوفيين الهادفة اساسا الى تحويل الوطن الاشتراكي الى شرذمة من الدول الراسمالية كما هو الحال حاليا. ان الماركسية اللينينية بمفهومها الاصلي الكلاسيكي هي الماركسية الوحيدة التي بامكانها ان تحقق وحدة بين منظمات تتفق عليها. وكل محاولة لتحقيق اية وحدة يسارية او ديمقراطية او علمانية لا تقوم على اساس الماركسية اللينينية الكلاسيكية هي دعوات لا اساس اجتماعي لها ولا يمكن تحقيقها.
ان الدعوة الى تحقيق وحدة اليساريين والديمقراطيين والعلمانيين الجارية اليوم شأنها شان شعار المصالحة الوطنية هي عملية تهدف الى جر العناصر المعادية للامبريالية الى العملية السياسية الامبريالية التي تسير وفقا لاوامر السفير الاميركي وتحقيق الاهداف الاميركية في نهب نفط العراق وتقسيم العراق الى دويلات معادية لبعضها البعض وترسيخ الاحتلال وادامة القواعد العسكرية الضخمة وجعل العراق قاعدة لشن الحروب الاخرى من اجل تحقيق الشرق الاوسط الكونداليزي الجديد.
ان الدعوة الحقيقية الى الوحدة في ظروف العراق الحالية في رايي هي ان تحاول بعض الاحزاب التي تؤمن بالشيوعية حقا الى الاتفاق على وحدة النظرية الماركسية اللينينية والى الاتفاق على اساليب مقاومة الاحتلال الاميركي البريطاني وسائر البلدان المشتركة في الاحتلال مقاومة سلمية ومسلحة وتحرير العراق من رجس الاحتلال ورجس اعوانه والمتعاونين معه في العملية السياسية.
[/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الحوار المتمدن - العدد: 2175 - 2008 / 1 / 29
طلبت مني مجموعة من قرائي الاعزاء ان ابدي رأيي في الحملة التي دعت اليها ادارة الحوار المتمدن والنداء الذي وجهته ثلاثة احزاب تدعو الى وحدة اليساريين والديمقراطيين والعلمانيين. وقد تلقيت عدة رسائل دورية من الحوار المتمدن تدعوني كما تدعو كتابها الاخرين للتوقيع على نداء الاحزاب الثلاثة.
ان الدعوات للوحدة دعوات جذابة وجميلة ولكن الوحدة لها قواعد واسس لا يمكن تحقيق الوحدة بدونها. فكلمة وحدة تختلف عن كلمة ائتلاف او جبهة او اتفاق او تحالف اونضال مشترك مهما كان الاسم الذي يطلق عليها. فالوحدة تعني الاتفاق على مبدأ واحد مشترك تؤمن به كافة الاطراف المتحدة وتناضل من اجله وفقط من اجله. اما التآلفات الاخرى فهي اتفاقات بين جماعات تحمل اراء مختلفة ومبادئ مختلفة واهداف مختلفة تتفق فيما بينها على هدف مشترك او شعار مشترك تعمل على تحقيقه مع استمرار كل فئة من الفئات المؤتلفة في متابعة اهدافها الاخرى غير المشتركة حتى لو كانت معادية لبعضهم البعض.
ان الدعوات التي قرأتها مؤخرا تدعو كلها الى الاتفاق على تقوية العملية السياسية او خلق حكومة ديمقراطية علمانية ضمن العملية السياسية او تحويل العملية السياسية القائمة الى عملية سياسية ديمقراطية بدلا من عملية المحاصصة السياسية الدينية الطائفية القومية العنصرية التي تسود النظام الحالي وربما الحصول على اغلبية برلمانية في الانتخابات القادمة تبعد العناصر الدينية والطائفية والمحاصصية عن الحكم وتحقق حكومة ديمقراطية علمانية في ظروف جديدة يتصورها جميع الداعين الى هذه الوحدة. ان الدعوات تتحدث وكأن الشعب العراقي له القدرة على تشكيل حكومة ديمقراطية مستقلة بحرية تحت الاحتلال الاميركي البريطاني.
ما هي ظروف العراق الاجتماعية الحالية من ناحية الحركات اليسارية والديمقراطية والعلمانية؟ نشأت بعد الاطاحة بالنظام الصدامي عن طريق احتلال العراق من قبل اقوى قوة امبريالية، الدولة التي تريد الاستيلاء على العالم كله، الدولة الاميركية بقيادة بوش وكوندا وتشيني وغيرهم عشرات ان لم يكن مئات الاحزاب والمنظمات والتجمعات والتكتلات التي تدعي اليسارية والديمقراطية والعلمانية. وكل واحدة من هذه المنظمات لها مبادؤها وشعاراتها ومفاهيمها وسياساتها. ومن ضمن هذه المنظمات عشرات المنظمات التي لا تدعي اليسارية وحسب بل تدعي الشيوعية. ففي العراق اليوم عدد كبير من الاحزاب الشيوعية. وكل من هذه الاحزاب يدعي انه هو الحزب الشيوعي الحقيقي. وتختلف ادعاءات هذه الاحزاب في الاساس النظري والمبدئي الذي تؤمن به. فبعضهم يؤمن بكارل ماركس وحده واخرون يؤمنون بكارل ماركس وانجلز واحزاب اخرى تؤمن بكارل ماركس وانجلز ولينين واخرى تؤمن بكارل ماركس وانجلز ولينين وستالين واخرى احزاب ماوية تؤمن اضافة الى الاربعة بماو ويضاف الى ذلك الاحزاب التي تؤمن بتروتسكي وناظم حكمت بل بعضها يؤمن حتى بماركسية جديدة او بماركسية تتفق مع التقاليد والظروف الاجتماعية وغير ذلك من الادعاءات التي تسود في هذا العدد الكبير من الاحزاب والمنظمات التي تدعي الشيوعية.
ان عبارة الوحدة بين كل هذه الاحزاب المتنوعة والمختلفة والمتعارضة والمتنافسة والمعادية لبعضها البعض هي عبارة لا قيمة لها لانها دعوة غير قابلة للتحقيق في الظروف الحالية او في اية ظروف قادمة. فالوحدة يمكن ان تتحقق بين جماعات تتفق على مبدأ واحد وشعارات واحدة واهداف واحدة. وهذا ما لا يمكن تحقيقه بوجود مثل هذه الاحزاب وعشرات غيرها تدعي اليسارية او الديمقراطية او العلمانية اضافة الى الشيوعية.
ثم ان بعض الاحزاب التي تدعي اليسارية تسلك سياسات ابعد من اقصى اليمين كالتعاون مع قوى الاحتلال والخدمة في ظلها. فهي قوى ابعد ما يكون عن اليسارية او الديمقراطية او العلمانية.
ان الدعوات التي ظهرت اخيرا تدعو كلها الى تقوية العملية السياسية وتحويلها الى عملية سياسية جديدة يسارية كيسارية حزب العمال البريطاني وحزب العمال الاسرائيلي وديمقراطية مثل الديقراطية الاميركية التي تنعم في ظلها الشعب العراقي خلال خمس سنوات من الاحتلال وعلمانية مثل علمانية بوش الذي يتشاور مع الله قبل خروجه على باب الله صباح كل يوم. دعوات توجهها احزاب تعد نفسها للانتخابات البرلمانية القادمة. ان هذه النداءات لا تشير الى القوة الحاكمة الحقيقية في العراق حاليا. انها تتجاهل الواقع السياسي الحالي في العراق وهو وجود سلطة سياسية عسكرية واحدة هي سلطة الاحتلال. انهم يتحدثون وكان بالامكان تحقيق دولة ديمقراطية علمانية يسارية مستقلة في ظروف العراق الحالية.
ان الاحزاب الثلاثة التي وجهت النداء كلها احزاب اشتركت في العملية السياسية التي بدأت بمجلس حكم بريمر واستمرت في الحكومات المتتالية حتى حكومة المالكي الحالية. فهذه الاحزاب اليسارية والعلمانية والديمقراطية اشتركت في حكومة محاصصة دينية عنصرية طائفية منذ احتلال العراق وحتى يومنا هذا واعتبرتها ديمقراطية واعتبرت حكومة المالكي حكومة ديمقراطية انتخبها الشعب العراقي باغلبيته عن طريق انتخابات حرة. وهي ما زالت مشتركة في حكومة المحاصصة الدينية الطائفية ولم تبد اية نية للتخلي عنها او العمل على ازاحتها. ولكافة الاحزاب الثلاثة اعضاء في برلمان المحاصصة البريمري الحالي ومستشارون لمام جمال والمالكي وربما وزراء ونواب وزراء.
ان اتفاق هذه الاحزاب الثلاثة ليس جديدا. ففي الانتخابات الاخيرة لم ينتخب الشعب العراقي بشرا يعرفهم وانما انتخب ارقاما لا يعرف من يكمن وراءها فجاءت الانتخابات، بصرف النظر عن التزييفات، بهذه الحكومة التحاصصية. وقد خاضت هذه الاحزاب الثلاثة او على الاقل حزبان منها تحت رقم علاوي البعيد بعد السماء عن الارض عن اليسارية والديمقراطية والعلمانية اذ كان اول رئيس وزراء ومسؤولا مباشرا عن تدمير الفلوجة التي لم تلب طلبه بتسليم الزرقاوي فنفد صبره وطلب من جيوش الاحتلال شن حرب ابادة على الفلوجة لم تؤد الى القبض على الزرقاوي بل جعلت الفلوجة قاعا صفصفا وهجرت الناجين من سكانها ليعيشوا في الخيام لاجئين في وطنهم.
وقد مرت على الشعب العراقي خمس سنوات من الاحتلال بكل ما اصاب العراق من تدمير للدولة ونهب للاثار والمكتبات التاريخية وحل الجيش العراقي وحرمان الشعب العراقي من الماء والنفط والكهرباء والدواء والعلاج وامتلاء السجون بعشرات الالوف من السجناء بدون محاكمة وبدون توجيه اتهامات مع كافة الفضائح عن التعذيب واغتصابات الاناث والذكور على حد سواء وابادة خيرة علماء واساتذة العراق او تهجيرهم بدون ان تشعر هذه الاحزاب بضرورة وحدة اليساريين والديمقراطيين والعلمانيين ضد كل هذه المساوئ والكوارث. فما الذي نبهها الان الى ضرورة هذه الوحدة وتوجيه هذا النداء؟ هل هي صحوة ضمير وندم؟
بدأ الحديث الان عن احتمالات اجراء انتخابات جديدة في موعد قريب. وقد لمس الشعب العراقي الذي انتخب هذه الكتل في الانتخابات السابقة حقيقة هذه العناصر التي عملت باوامر المحتلين واوامر ايران وبركة الملالي على تقسيم العراق وتسليم ثرواته الى الشركات الاميركية. وحسب المثل القائل ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين تشعر هذه العناصر المكونة للحكومات الحالية بانها لو دخلت الانتخابات مرة ثانية سواء وراء الارقام كما في الانتخابات السابقة ام بالاعلان عن شخصياتهم فان الشعب العراقي لن ينتخب احدا من هؤلاء. والادارة الاميركية المحتلة تشعر بان العملية السياسية البريمرية تلفظ انفاسها الاخيرة وتريد تهيئة الظروف لبعثها بعد الوفاة او لخلق عملية سياسية جديدة بمجيء برلمان اخر لا يقل ولاء لها عن سابقه ولكنه يأتي تحت شعارات اخرى تختلف عن شعارات الانتخابات السابقة. ويبدو لي ان هذه الاحزاب تريد ان تكون هي الاداة لتحقيق الاهداف الاميركية من الانتخابات القادمة كي تشكل حكومة محاصصة لادينية لاطائفية بل حكومة "يسارية ديمقراطية علمانية" ترسخ الاحتلال وتديمه بنفس طريقة حكومات المحاصصة الدينية والطائفية القائمة.
ان الدعوة لمثل هذه الوحدة في رايي هي نسخة ثانية منقحة من الدعوة للمصالحة الوطنية التي سمعنا عنها الكثير ورأينا منها الكثير وما زالت الحكومة الحالية تدعو اليها وتعقد المؤتمرات من اجل تحقيقها وهي وحدة هدفها تقوية العملية السياسية التي تجري تحت ادارة واشراف السفير الاميركي واوامره وجذب العناصر التي امتنعت عن المشاركة في عملية بريمر السياسية للالتحاق بهذه العملية. فهدف النداء هو جر العناصر التي تدعو الى مقاومة الاحتلال وتحرير العراق منه للانضمام الى الاحزاب المشتركة في العملية السياسية الامبريالية الحالية وابعادهم عن فكرة المقاومة بكل اشكالها السلمية والمسلحة.
وانا اكتب هذه الفقرة قرأت خبرا شيقا في موقع البديل هو ان الجعفري، رئيس الوزراء السابق صرح يقول:"تباحثت في القاهرة مع فصائل عراقية مسلحة لها مشروع وطني حول سبل اشراكها في العملية السياسية." وقد جذبت انتباهي عبارة "لها مشروع وطني". فخلال السنوات الخمس الماضية كانت الفصائل المسلحة العراقية عبارة عن منظمات ارهابية لا مبدأ لها ولا تجوز المصالحة معها لان ايديها ملطخة بدم جيوش الاحتلال الغارقين من قمم رؤوسهم حتى اخامص اقدامهم بدماء الشعب العراقي. والان فدأة يرى رئيس الوزراء السابق ان لها مشروعا وطنيا وهو يتباحث مع هذه الفصائل المسلحة لاقناعها بالتخلي عن مشروعها الوطني والالتحاق بمشروعه في العملية السياسية اللاوطنية. ويبدو لي ان نداء الاحزاب الثلاثة هو نسخة طبق الاصل من هذا التصريح. فالدعوة موجهة الى جماعات لها مشروع وطني او مبدأ، جماعات يسارية او ديقراطية او علمانية او جميعها معا لكي تتخلى عن مشروعها الوطني وتنضم الى هذه الاحزاب في مشروعها اللاوطني في العملية السياسية البريمرية.
ولكن الحركة اليسارية الحقيقية في العراق على تشرذمها لا تؤمن بامكانية تحقيق دولة ديمقراطية علمانية يسارية في عراق يرزح تحت الاحتلال الاميركي وتتحكم فيه جيوش الاحتلال الجرارة التي تشن غاراتها اليومية على المدن والقرى العراقية بحرب ابادة لا تميز بين الشيخ والطفل والمراة وبين المقاوم وغير المقاوم وجيوش مرتزقة تابعة لها لا تقل في عددها عن عدد جيوش الاحتلال ولا تخضع لاي قانون محلي او دولي. القاهرة حول سبل إشراكها في العملية السياسية
يبدو لي ان الدعوة للوحدة هي دعوة فاشلة لا اساس عملي لها في الواقع الاجتماعي العراقي الحالي سواء في نطاق العملية السياسية الاميركية ام في الشارع العراقي المعادي للاحتلال. ففي الوضع الحالي، وتشرذم الاحزاب الشيوعية واليسارية، لا يوجد اساس لوحدة حتى ضد الاحتلال الاميركي. فالوحدة تتطلب الاتفاق على مبدأ واحد واهداف واحدة. وما يمكن تحقيقه حاليا قد يكون اتفاق عدد من المنظمات الحالية على العمل المشترك لتحقيق هدف معين. واول شرط من شروط تحقيق اتفاق كهذا هو الاعتراف بوجود الاحتلال الاميركي البريطاني ومعاداة الاحتلال والعمل على تحرير العراق من الاحتلال. ومثل هذه الاتفاقات لا يمكن ان تشكل وحدة وانما تشكل اتفاقا على هدف معين ايا كان ومهما كانت طبيعته. ويبدو لي ان الهدف الذي يمكن الاتفاق عليه بين جميع المنظمات اليسارية غير المشتركة في العملية السياسية الاميركية هو مقاومة الاحتلال. وحتى الاتفاق على مقاومة الاحتلال لا يمكن ان يشكل وحدة بين فروع الاتفاق. فهناك منظمات تؤمن بمقاومة الاحتلال وتؤمن بالمقاومة المسلحة كوسيلة وحيدة لتحرير العراق من الاحتلال وهناك منظمات تؤمن بالمقاومة السلمية كالاضرابات والعصيانات والدعايات الاعلامية وهناك اراء بين هذا وذاك.
هل هناك امل في تحقيق وحدة من اي نوع كان؟ ان الوحدة في رايي ممكنة فقط اذا اتفقت المنظمات المتوحدة على مبدأ واحد. لان المبدأ الواحد هو الاساس الجوهري لتحقيق وحدة. فشعار يا عمال العالم اتحدوا مثلا هو الشعار الاساسي الممكن لوحدة الطبقة العاملة العالمية. فهناك مبدأ واحد يحقق اهداف الطبقة العاملة بكل فروعها العالمية هو مبدأ الاطاحة بالنظام الراسمالي وتحقيق عالم خال من استغلال الانسان للانسان. وكانت الماركسية هي المبدأ الموحد للطبقة العاملة. وعلى اساس الماركسية امكن تحقيق وحدة عالمية في الامميات الشيوعية الثلاث وكان التخلي عن الماركسية باي حجة كالعودة الى لينين او الشيوعية الاوروبية او التطور السلمي نحو الاشتراكية او الطريق اللاراسمالي صوب الاشتراكية او الدول ذات التوجه الاشتراكي او تحقيق اشتراكية ذات وجه انساني هو السبب الحقيقي لتشرذم الحركة الشيوعية العالمية بقيادة خروشوف والخروشوفيين.
ان الوحدة الوحيدة الممكنة في المجتمع العراقي اليوم هي الوحدة القائمة على نفس اساس الوحدة التي تحققت في وحدة الحركة الشيوعية في عهد الامميات الثلاث. وحدة قائمة على اساس الماركسية اللينينية. والماركسية اللينينية ليست نظرية تقبل التفاسير المتعددة. وليس هناك حقيقة في تحويل الماركسية الى ماركسية خلاقة او ماركسية عصرية جديدة او قراءة الراسمال قراءة بعقلية اخرى وفقا للظروف الراهنة وليس تحقيق اشتراكية ذات وجه انساني كما كانت شعارات خروشوف والخروشوفيين الهادفة اساسا الى تحويل الوطن الاشتراكي الى شرذمة من الدول الراسمالية كما هو الحال حاليا. ان الماركسية اللينينية بمفهومها الاصلي الكلاسيكي هي الماركسية الوحيدة التي بامكانها ان تحقق وحدة بين منظمات تتفق عليها. وكل محاولة لتحقيق اية وحدة يسارية او ديمقراطية او علمانية لا تقوم على اساس الماركسية اللينينية الكلاسيكية هي دعوات لا اساس اجتماعي لها ولا يمكن تحقيقها.
ان الدعوة الى تحقيق وحدة اليساريين والديمقراطيين والعلمانيين الجارية اليوم شأنها شان شعار المصالحة الوطنية هي عملية تهدف الى جر العناصر المعادية للامبريالية الى العملية السياسية الامبريالية التي تسير وفقا لاوامر السفير الاميركي وتحقيق الاهداف الاميركية في نهب نفط العراق وتقسيم العراق الى دويلات معادية لبعضها البعض وترسيخ الاحتلال وادامة القواعد العسكرية الضخمة وجعل العراق قاعدة لشن الحروب الاخرى من اجل تحقيق الشرق الاوسط الكونداليزي الجديد.
ان الدعوة الحقيقية الى الوحدة في ظروف العراق الحالية في رايي هي ان تحاول بعض الاحزاب التي تؤمن بالشيوعية حقا الى الاتفاق على وحدة النظرية الماركسية اللينينية والى الاتفاق على اساليب مقاومة الاحتلال الاميركي البريطاني وسائر البلدان المشتركة في الاحتلال مقاومة سلمية ومسلحة وتحرير العراق من رجس الاحتلال ورجس اعوانه والمتعاونين معه في العملية السياسية.
[/size]
shanashel1949- عضو فعال
- عدد الرسائل : 90
تاريخ التسجيل : 23/10/2007
رد: حول نداء وحدة اليساريين والديمراطيين والعلمانيين
اتفق مع كاتب المقاله. لكن اليسار افضل من اليمين. اليسار بكل قواه يحتاج لتحالف ضد اليمين
comrade- عضو متقدم
- عدد الرسائل : 37
تاريخ التسجيل : 18/01/2008
رد: حول نداء وحدة اليساريين والديمراطيين والعلمانيين
الجيش الاحمر قادر ان يخوض نضالاته في احلك الظروف دون ان يتصدع
revolutionarysocialist- عضو ذهبي
- عدد الرسائل : 707
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 14/10/2007
نداء اليسار الأجوف للوحدة!
comrade كتب:اتفق مع كاتب المقاله. لكن اليسار افضل من اليمين. اليسار بكل قواه يحتاج لتحالف ضد اليمين
تعليق على الصديق كمورادا
هناك تناقض في الجمل الثلاث المذكورة اعلاة
ولذا سوف ابين واوضح التناقض الذي كتبة الصديق
ولكن قبل ان اوضح تناقضات راي الصديق لابد من هنا ان اعطي الصورة التاريخية لليسار
نشأ مفهوم اليمين واليسار تاريخيا في فترة الاعداد للثورة الفرنسية الكبرى. ففي مجلس النواب الفرنسي اثناء الحكم الملكي جلس النواب المعارضون الذين يطالبون بالتغيير في الجانب الايسر من المجلس بينما جلس النبلاء والاقطاعيون ورجال الدين الذين يدافعون عن النظام القائم ويرغبون في استمراره وربما اجراء بعض التغييرات الطفيفة عليه في الجانب الايمن من المجلس. وهكذا نشأ مفهوم اليسار
نرى من كل ما تقدم ان بحث اليمين واليسار يختلف اختلافا كبيرا بين مرحلة واخرى من مراحل تطور اي مجتمع ولذلك علينا ان ندرس ظروف المجتمع دراسة علمية دقيقة قبل ان نستطيع تحديد اليسار واليمين في ذلك المجتمع. ولا يمكن وضع صيغة واحدة لليمين واليسار واعتبار حزب معين او منظمة معينة تنتمي الى اليسار ثم تحليل سياساتها والتوصل الى صحة او خطأ سياسة ذلك الحزب باعتبار ذلك صحة او خطأ السياسة اليسارية او اليمينية
بمعنى اخر ليس من الضروري بان اليسار هو ماركسي او شيوعي او حليف او يدافع او يقف مع الطبقة العاملة او الفلاحية او الفقراء
هنا اعطي امثلة ليس كلها ولكن قسم منها لان لايسع لسرد الطويل
مثلا حزب العمال البريطاني
حزب العمل الاسرائيلي
حزبالشيوعي السيوفيتي في عهد خروشتوف والى حد هذا اليوم
الحزب الشيوعي الصيني من بعد موت الرفيق ماوتسيتونغ
الحزب الشيوعي البرازيلي
احزاب يسارية وشيوعية اوربية
كل هذة الاحزاب تقف مع الراسمالية والامبريالية
ولا ننسى حزب الشيوعي العراقي
من سنة 1954 والى حد هذا اليوم حزب عميل برجوازي امريكي
حزب الشيوعي العمالي العراقي
حزب اليسار العمالي العراقي
حركة اليسار الديمقراطي العراقي
كل هذة الاحزاب والتيارات هي اكثر خطورة من احزاب اليمين
لماذا
لان احزاب اليمين لها برامج واهداف واضحة وعلنية وهي عدو معروف لدى الطبقة العاملة
اما الاحزاب اليسارية هي عفنة انتهازية وتحرفية وخادعة وكاذبة وتتستر لباس الشيوعية والماركسية بينما هي العدو الاخطر لها
فهكذا نرى عصابة اليسار والشيوعية التحرفية العراقية والعربية والعالمية
يردون دولة ديمقراطية علمانية مدنية عراقية في ضل الاحتلال والاستعمار الامريكي
مضحكة التاريخ لهولاء المرضاء نفسيا وعقليا
نعم
هذا هو ندائهم اليوم البايخ
نداء اليسار الاجوف للشعارين والمشعوذين العراقين ومن لف ولف من يدعي باليسار والشيوعية الفارغة والجوفاء
هنا ارجع لتوتضيح التناقض لدى الصديق
هو يكتب
يتفق مع كاتب المقال اي مع حسقيل قوجمان
هذا ليس صحيح لان كاتب المقالة وضح اليسار البايخ ووضح موقف اليسار العراقي الارعن
الجملة الثانية
يكتب
لكن اليسار اقضل من اليمين
وهذا ما يتناقض مع كاتب المقال
اضافة الى ذلك لعل هناك امثلة كثيرة لمواقف اليمين هي اشرف من مواقف اليسار المتيمن بالصورة العفنة
التناقض الاخير هو يكتب
اليسار بكل قواة يحتاج الى تحالف ضد اليمين
لناخذ الان اليسار العراقي وندائهم البايخ وتحالفهم مع ثلاث احزاب عميلة ويمينية مع الاحتلال الامريكية والحكومة العراقية العميلة
مع اعتذاري للصديق كل ماكتبة هو تناقض
مايدل على ذلك هو عدم فهمة للماركسية واللينينية بشكل علمي وصحيح
مع اعز التحيات
shanashel1949- عضو فعال
- عدد الرسائل : 90
تاريخ التسجيل : 23/10/2007
مواضيع مماثلة
» نداء عاجل
» نداء رفاقي حار الى الكل!!!
» نداء اليسار الأجوف للوحدة!
» نداء مثقف: تبني يوم ل- شارع المتنبي- !؟
» نداء ثوري من اتحاد الشيوعيين الماويين العراقيين
» نداء رفاقي حار الى الكل!!!
» نداء اليسار الأجوف للوحدة!
» نداء مثقف: تبني يوم ل- شارع المتنبي- !؟
» نداء ثوري من اتحاد الشيوعيين الماويين العراقيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى