منتدى الاشتراكي الثوري
اهلا وسهلا بالزائر الكريم
انت غير مسجل في المنتدى نتمنى منك التسجيل
لاتفتك فرصه المشاركه والنقاش الموضوعي وابداء الرأي


عــــــاشــــــــــت المــــاركــــــــسية اللــــــــــــــــينيــــة المــــــــاويـــــــة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الاشتراكي الثوري
اهلا وسهلا بالزائر الكريم
انت غير مسجل في المنتدى نتمنى منك التسجيل
لاتفتك فرصه المشاركه والنقاش الموضوعي وابداء الرأي


عــــــاشــــــــــت المــــاركــــــــسية اللــــــــــــــــينيــــة المــــــــاويـــــــة
منتدى الاشتراكي الثوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حول الماركسيه في علم اللغه-ج2

اذهب الى الأسفل

حول الماركسيه في علم اللغه-ج2 Empty حول الماركسيه في علم اللغه-ج2

مُساهمة من طرف revolutionarysocialist الإثنين أكتوبر 15, 2007 12:52 am

لقد سبق القول، آنفاً، أن اللغة، بوصفها وسيلة لاتصال الناس فيما بينهم في المجتمع، تخدم جميع طبقات المجتمع على السواء، وتبدي، من هذه الناحية، نوعاً من اللامبالاة نحو الطبقات. بيد أن الناس، بفئاتهم الاجتماعية المختلفة وطبقاتهم، هم أبعد من أن لا يبالوا باللغة. إنهم يجهدون لاستخدامها في سبيل مصالحهم، ولفرض قاموسهم الخاص، وألفاظهم الخاصة، وتعابيرهم الخاصة عليها. وفي هذا الباب، تتميز بصورة خاصة، الفئات العليا من الطبقات المالكة، التي انفصلت عن الشعب والتي تكرهه: كارستقراطية النبلاء، والفئات العليا من البرجوازية. فتتكون لهجات «طبقية» و«ألسنة خاصة»، و«لغات» صالون. وهذه اللهجات واللسنة الخاصة، كثيراً ما تنعت، خطأ، في الأدب، بلغات، فيقال: «لغة النبلاء» و«لغة البرجوازية»، مقابل «اللغة البروليتارية»، و«لغة الفلاحين»: ولهذا السبب انتهى بعض رفاقنا، مع ما يبدو في ذلك من الغرابة، إلى الاستنتاج بأن اللغة الوطنية وهم من الأوهام، وأن ليس هناك في الواقع، سوى لغات طبقات.
إني أعتقد أن ليس هناك ما هو أشد خطأ من هذا الاستنتاج، فهل يمكن اعتبار هذه اللهجات وهذه الألسنة الخاصة، لغات؟ لا، أبداً. ودون أدنى شك. لا يمكن ذلك، أولاً، لأن هذه اللهجات، وهذه الألسنة الخاصة ليست لها صيغها القواعدية الخاصة، ولا قاموسها الأساسي ـ فهي تستعيرها من اللغة الوطنية. ولا يمكن ذلك، ثانياً، لأن هذه اللهجات والألسنة الخاصة تنتشر في دائرة ضيقة بين أعضاء القمة من هذه الطبقة أو تلك، وهي لا تصلح، أبداً، لأن تكون وسيلة اتصال بين الناس للمجتمع بمجموعه.
من أي شيء تتألف هذه اللهجات والألسنة الخاصة؟ أن فيها مختارات من بعض الألفاظ الخاصة التي تعكس الأذواق الخاصة للارستقراطية، أو للفئات العليا من البرجوازية، وفيها عدد من التعابير والتراكيب اللفظية التي تتميز بما يراد لها من طابع أنيق مقصود، خال من التعابير والتراكيب «الفظة» الموجودة في اللغة الوطنية، وفيها أخيراً، عدد من الكلمات الأجنبية. أما الكل الأساسي، أي الأكثرية الساحقة من الكلمات، وكذلك الصيغ القواعدية، فهي مستعارة من لغة كل الشعب، من اللغة الوطنية.
وعلى ذلك، فاللهجات والألسنة الخاصة، تمثل تفرعات محرومة من اللغة الوطنية للشعب بأسره، تفرعات محرومة من كل استقلال لغوي، ومقضياً عليها بحياة خاملة. أما الاعتقاد بأن اللهجات والألسنة الخاصة تستطيع أن تتطور إلى لغات مستقلة، قادرة على زحزحة اللغة الوطنية والحلول محلها، فهو إضاعة للأفق التاريخي، وانحراف عن مواقع الماركسية.
إن هناك من يستشهدون بماركس، ويوردون فقرة من مقاله «سان ماكس»، جاء فيها أن للبرجوازي «لغته»، وأن هذه اللغة هي «نتاج البرجوازية»، وأنها مشبعة بالروح التجارية، روح البيع والشراء. ويريد بعض الرفاق أن يدللوا، بهذا الاستشهاد، على أن ماركس كان يؤكد «الطابع الطبقي» للغة، وينكر وجود لغة وطنية واحدة. ولو أن هؤلاء الرفاق لزموا موقفاً موضوعياً في هذه المسألة، لكان عليهم أن يوردوا أيضاً فقرة أخرى من المقال عينه، «سان ماكس»، حيث يتحدث ماركس، عند بحثه السبل المؤدية إلى تكوين لغة وطنية واحدة، عن «تمركز اللهجات في لغة وطنية واحدة، تبعاً للتمركز الاقتصادي والسياسي».
كان ماركس يقر، إذن، بضرورة لغة وطنية واحدة، باعتبارها شكلاً أعلى تخضع له اللهجات من حيث هي أشكال دنيا.
في هذه الحالة، ماذا يمكن أن تمثل لغة البرجوازي التي هي، حسب كلمات ماركس، «نتاج البرجوازية»؟ هل كان ماركس يعتبرها لغة مماثلة للغة الوطنية، لها بناء لغوي خاص؟ وهل كان من الممكن أن يعتبرها لغة من هذا النوع؟ كلا، بكل تأكيد. لقد أراد ماركس أن يقول فقط أن البرجوازيين قد حشوا اللغة الوطنية الواحدة بمفرداتهم، مفردات التجار، وأن للبرجوازيين، إذن، لسانهم الخاص، لسان التجار.
إذن، يتبين أن هؤلاء الرفاق شوهوا موقف ماركس، وقد شوهوه لأنهم استشهدوا بماركس لا كماركسيين، بل كقارئين سطحيين( ) لا يتعمقون إلى جوهر المسألة. ويستشهدون بانجلس، فيوردون من كراسه المعنون: «حالة الطبقة العاملة في (إنكلترا)، العبارات التي جاء فيها» الطبقة العاملة الإنكليزية أصبحت، شيئاً فشيئاً شعباً غير البرجوازية الإنكليزية» وإن «العمال يتكلمون لهجة أخرى، ولهم أفكار ومفاهيم أخرى، وعادات أخرى، ومبادىء أخلاقية أخرى، ودين آخر وسياسة أخرى، غير ما للبرجوازية». واستناداً إلى هذا الاستشهاد يستنتج بعض الرفاق أن انجلس كان ينكر ضرورة لغة وطنية مشتركة لكل الشعب، وبالتالي كان يؤكد «الطابع الطبقي» للغة. والصحيح أن انجلس لا يتحدث، هنا، عن اللغة بل عن اللهجة، مدركاً، كل الإدراك، أن اللهجة، بوصفها فرعاً من اللغة الوطنية، لا يمكن أن تحل محل اللغة. ولكن يبدو أن هؤلاء الرفاق لا يحبذون، أبداً، وجود فرق بين اللغة واللهجة...
من الواضح، أن هذا الاستشهاد ليس في محله، إذ أن انجلس لا يتكلم، هنا، عن «اللغات الطبقية»، بل يتكلم، بصورة رئيسية، عن الأفكار الطبقية: عن المفاهيم والعادات، والمبادىء الأخلاقية، والدين والسياسة. ومن الصحيح بصورة مطلقة، أن الأفكار والمفاهيم والعادات والمبادىء الأخلاقية والدين والسياسة، متضادة، تضاداً أساسياً، لدى البرجوازيين ولدى البروليتاريين. ولكن ما دخل اللغة الوطنية هنا، أو «الطابع الطبقي» للغة؟ هل يمكن أن يكون وجود التناقضات الطبقية في المجتمع، حجة في صالح «الطابع الطبقي» للغة أو ضد ضرورة لغة وطنية واحدة؟ تقول الماركسية: إن وحدة اللغة هي من أهم علائم الأمة، مع علمها تماماً أن في داخل الأمة تناقضات طبقية، فهل يعترف الرفاق الآنفو الذكر بهذه النظرية الماركسية؟
ويستشهدون بـ «لافارغ» قائلين أنه، في كراسه «اللغة الفرنسية قبل الثورة وبعدها»، يعترف بـ «الطابع الطبقي» للغة، وينكر ضرورة لغة وطنية لكل الشعب. إن هذا غير صحيح. فالواقع أن لافارغ يتحدث عن لغة «النبلاء» أو اللغة «الارستقراطية»، وعن الألسنة الخاصة لمختلف فئات المجتمع. ولكن هؤلاء الرفاق ينسون أن لافارغ الذي لا يهتم بمسألة الفرق بين اللغة واللسان الخاص، والذي ينعت اللهجات تارة بـ «اللغة المصطنعة»، وطوراً بـ «اللسان الخاص»، يعلن بوضوح في كراسه أن «اللغة المصطنعة التي كانت تميز الارستقراطية... قد استخرجت من اللغة «العامية» التي يتكلمها البرجوازيون والحرفيون وتتكلمها المدينة والقرية». وبالتالي، يعترف لافارغ بوجود لغة مشتركة لكل الشعب وبضرورتها، مدركاً، كل الإدراك، ما تتميز به «اللغة الارستقراطية»، والألسنة الخاصة الأخرى من خضوع وتبعية، بالنسبة للغة كل الشعب.
ينتج عن ذلك أن الاستشهاد بلافارغ يخطىء هدفه. ويقدمون كحجة وبرهان، أن الإقطاعيين الإنكليز، في عهد ما في إنكلترا، قد تكلموا الفرنسية «خلال عصور»، في حين، كان الشعب الإنكليزي يتكلم اللغة الإنكليزية، وأن هذا الواقع هو حجة في صالح «الطابع الطبقي» للغة، وضد ضرورة لغة لمجموع الشعب. ولكن ذلك ليس حجة، بل هو، بالأحرى،نكتة. فأولاً، لم يكن جميع الإقطاعيين، في ذلك العهد، يتكلمون الفرنسية، بل كان يتكلمها عدد ضئيل، لا يؤبه به، من كبار الإقطاعيين الإنكليز في بلاط الملك وفي الإمارات. وثانياً، لم يكونوا يتكلمون «لغة طبقية» ما، بل اللغة الفرنسية العادية، لغة كل الشعب الفرنسي. وثالثاً، أن هذا الولع باللغة الفرنسية قد اندثر، كما هو معلوم، دون أن يترك أثراً، وأخلى المكان للغة العامة المشتركة لجموع الشعب الإنكليزي. فهل يعتقد هؤلاء الرفاق أن الإقطاعيين الإنكليز قد تفاهموا، مع الشعب الإنكليزي، طوال عصور، بواسطة مترجمين، وأنهم لم يكونوا يستعملون اللغة الإنكليزية، وأنه لم تكن هناك، حينذاك، لغة إنكليزية لكل الشعب. وأن اللغة الفرنسية كانت تمثل، وقتذاك في إنكلترا، شيئاً جدياً أكثر من لغة صالون تستعمل فقط في حلقة ضيقة من الارستقراطية الكبيرة؟ كيف يمكن، لمثل هذه «الحجج» المضحكة، إنكار وجود لغة مشتركة عامة للشعب بأسره، وضرورتها؟
لقد كان الارستقراطيون الروس يتسلون، أيضاً في زمن ما، بالتكلم بالفرنسية في بلاط القياصرة،وفي الصالونات. وكانوا يفاخرون بأنهم، إذ يتكلمون الروسية يرطنون بكلمات فرنسية، وأنهم لا يعرفون تكلم الروسية إلا بنبرة فرنسية. فهل يعني هذا أنه لم تكن في روسيا، آنذاك، لغة روسية مشتركة لكل الشعب، وأن لغة الشعب المشتركة كانت وهماً، وأن «لغات الطبقات» كانت حقيقة واقعة؟
إن رفاقنا يرتكبون هنا خطأين على الأقل:
الخطأ الأول: أنهم يخلطون بين اللغة والبناء الفوقي، لاعتقادهم أنه إذا كان للبناء الفوقي طابع طبقي، فاللغة أيضاً ينبغي ألا تكون مشتركة لمجموع الشعب، بل يجب أن تحمل طابعاً طبقياً. لكنني قلت آنفاً، أن اللغة والبناء الفوقي يمثلان مفهومين مختلفين، ولا يستطيع الماركسي قبول الخلط بينهما.
والخطأ الثاني: أن هؤلاء الرفاق يفهمون التعارض بين مصالح البرجوازية ومصالح البروليتاريا، والنضال الطبقي الحامي بينهما، كأنهما انحلال للمجتمع، كأنهما انقطاع لجميع الروابط بين الطبقات المتخاصمة. ففي رأيهم، مادام المجتمع قد تفكك، ولم يبقى هناك مجتمع موحد، بل طبقات فقط، فلم تبقى ثمة حاجة إلى لغة موحدة للمجتمع، لم تبقى ثمة حاجة إلى لغة وطنية. وإذا ما تفكك المجتمع، ولم تبق هناك لغة وطنية مشتركة لكل الشعب، فماذا يبقى إذن؟ تبقى طبقات و«لغات طبقية». وغني عن البيان أن كل «لغة طبية» يكون لها علم قواعدها الطبقي علم قواعد «بروليتاري» وعلم قواعد «برجوازي». صحيح أن مثل هذين العلمين اللغويين لا وجود لهما في الواقع، ولكن ذلك لا يضايق هؤلاء الرفاق: فهم يعتقدون أن هذين العلمين اللغويين سنشآن يوماً ما.
لقد كان عندنا، في زمن ما، «ماركسيون» يؤكدون أن السكك الحديدية التي بقيت في بلادنا، بعد ثورة أكتوبر، كانت برجوازية، فلا يليق بنا، نحن الماركسيين، أن نستخدمها، وأن من الواجب تحطيمها وبناء سكك حديدية جديدة «بروليتارية». ولهذا أطلق عليهم اسم «تروغلوديت»( ).
وغني عن البيان أن هذه الآراء الفوضوية البدائية عن المجتمع وعن الطبقات وعن اللغة لا يجمعها جامع بالماركسية. ولكن لا جدال في أن هذه الآراء لا تزال موجودة، وهي تتابع العيش في رؤوس بعض رفاقنا الذين تاهوا وارتبكوا في المسألة.
ليس صحيحاً، طبعاً، أن المجتمع قد تفكك، من جراء النضال الطبقي العنيف، إلى طبقات لم تبق مرتبطة إحداها بالأخرى اقتصادياً في قلب المجتمع نفسه. بل على الضد من ذلك، فما دامت الرأسمالية في الوجود، سيبقى البرجوازيون والبروليتاريون مرتبطين معاً بجميع خيوط الاقتصاد كعناصر من مجتمع رأسمالي واحد. فالبرجوازيون لا يستطيعون العيش والإثراء إذا لم يكن تحت تصرفهم عمال إجراء. والبروليتاريون لا يستطيعون البقاء إذا لم يشتغلوا عند الرأسماليين. إن قطع جميع الروابط الاقتصادية بينهم يعني انقطاع كل الإنتاج، وانقطاع كل الإنتاج يؤدي إلى موت المجتمع، إلى موت الطبقات نفسها. وبديهي أن ما من طبقة تريد أن تحكم على نفسها بالفناء. ولذا، فنضال الطبقات، مهما بلغ من الحدة لا يمكن أن يؤدي إلى تفكك المجتمع. إن جهل مسائل الماركسية وعدم الإدراك المطبق لطبيعة اللغة هما، وحدهما، ما يمكن أن يوحي إلى بعض رفاقنا حكاية تفكك المجتمع، واللغات «الطبقية» وقواعد علم اللغة «الطبقية».
ثم يستشهدون بلينين ويذكرون بأنه اعترف بوجود ثقافتين في ظل الرأسمالية. الثقافة البرجوازية، والثقافة البروليتارية، وقال: إن شعار الثقافة الوطنية في ظل الرأسمالية هو شعار قومي. كل ذلك صحيح. ولينين على حق هنا تماماً. ولكن ما دخل «الطابع الطبقي»للغة هنا؟ إن هؤلاء الرفاق باستشهادهم بكلمات لينين عن الثقافتين في ظل الرأسمالية، يريدون، كما هو واضح، إقناع القارىء بأن وجود ثقافتين في المجتمع ـ الثقافة البرجوازية والثقافة البروليتارية ـيعني من الواجب وجود لغتين في المجتمع، لأن اللغة مرتبطة بالثقافة، وأن لينين، بالتالي،ينكر ضرورة لغة وطنية واحدة، إذن، فلينين يقول باللغات «الطبقية».
إن خطأ هؤلاء الرفاق هنا، هو المماثلة والخلط بين اللغة والثقافة. غير أن الثقافة واللغة شيئان مختلفان.
فالثقافة يمكن أن تكون برجوازية أو اشتراكية. أما اللغة، بوصفها وسيلة اتصال، فهي دائماً لغة مشتركة لكل الشعب، وتستطيع أن تخدم الثقافة البرجوازية والثقافة الاشتراكية. أليس أمراً واقعاً، أن اللغات الروسية والأوكرانية، والأوزبكية تخدم الثقافة الاشتراكية لهذه الأمم اليوم، مثلما كانت تخدم ثقافاتها البرجوازية قبل ثورة أكتوبر؟ فهؤلاء الرفاق يخطئون خطأ فادحاً حين يؤكدون أن وجود ثقافتين مختلفتين يؤدي إلى تكوين لغتين مختلفتين، وإلى نفي ضرورة لغة وحيدة. لقد كان لينين، في كلامه عن الثقافتين، يبدأ، بالضبط، من هذه النظرية القائلة بأن وجود ثقافتين لا يمكن أن يؤدي إلى إنكار اللغة الواحدة وإلى تكوين لغتين، وأن اللغة يجب أن تكون واحدة. ولما بدأ «البونديون»( ) يتهمون لينين بإنكار ضرورة اللغة الوطنية وباعتبار الثقافة شيئاً «غير وطني»، احتج لينين بشدة، كما هو معلوم، على هذه التهمة، وأعلن أنه يحارب الثقافة البرجوازية لا اللغة الوطنية التي يعتبر ضرورتها شيئاً لا جدال فيه. ومن الغريب أن يبدأ بعض رفاقنا باقتفاء آثار البونديين.
أما فيما يتعلق باللغة الواحدة، التي زعموا أن لينين أنكر ضرورتها، فجدير بنا سماع كلمات لينين التالية:
«اللغة هي وسيلة أساسية للاتصال بين الناس. ووحدة اللغة وتطورها بغير عائق، يشكلان شرطاً من الشروط الأساسية للمبادلات التجارية الحرة فعلاً، والواسعة فعلاً، المطابقة للرأسمالية المعاصرة، ولتجمع السكان، في جميع الطبقات المختلفة، تجمعاً حراً واسعاً». ينتج، إذن، أن رفاقنا قد شوهوا نظرات لينين.
ويستشهدون أخيراً بستالين، فيأخذون كلمات ستالين القائلة بأن «البرجوازية وأحزابها القومية كانت وماتزال، في هذا العهد، القوة الرئيسية القائدة للأم». كل هذا صحيح. فالبرجوازية وحزبها القومي يقودان فعلاً الثقافة البرجوازية، كما أن البروليتاريا وحزبها الأممي يقودان الثقافة البروليتارية. ولكن ما دخل «الطابع الطبقي» للغة، هنا؟ إلا يعرف هؤلاء الرفاق أن اللغة الوطنية هي شكل للثقافة الوطنية، وأن اللغة الوطنية تستطيع أن تخدم الثقافة البرجوازية والثقافة الاشتراكية كليهما؟ وهل يجهل رفاقنا الصيغة المعروفة جيداً عند الماركسيين، ومؤداها أن الثقافات الحالية الروسية والأوكرانية والبيلوروسية وغيرها، هي اشتراكية بالمحتوى، ووطنية بالشكل أي باللغة؟ فهل هم موافقون على هذه الصيغة الماركسية؟
إن خطأ رفاقنا هو في أنهم لا يرون الفرق بين الثقافة واللغة ولا يدركون أن محتوى الثقافة يتغير، في كل مرحلة جديدة من مراحل تطور المجتمع، في حين أن اللغة تبقى هي ذاتها، من حيث الأساس، طوال مراحل عديدة وتخدم الثقافة الجديدة والقديمة على السواء.
إذن:
أ‌- أن اللغة، بوصفها وسيلة للاتصال،كانت دائماً وما تزال واحدة للمجتمع، ومشتركة لجميع أعضاء المجتمع.
ب‌- إن وجود اللهجات والرطانات لا ينفي، بل يؤكد وجود لغة لكل الشعب، تكون هذه اللهجات والرطانات تفرعات منها وتابعة لها.
ت‌- إن صيغة «الطابع الطبقي» للغة صيغة خاطئة، غير ماركسية.
سؤال: ما هي العلائم المميزة للغة؟
جواب: اللغة هي في عداد الأحداث الاجتماعية التي تظهر طوال مدة وجود المجتمع. وهي تولد وتتطور مع ولادة المجتمع وتطوره، وتموت في نفس الوقت الذي يموت فيه المجتمع. وليست ثمة لغة خارج المجتمع. ولهذا لا يمكن فهم اللغة وقوانين تطورها، إلا إذا درست اللغة بالاتصال الوثيق بتاريخ المجتمع، بتاريخ الشعب الذي تخصه اللغة المدروسة والذي هو خالقها وحاملها.
اللغة وسيلة، أداة، بمعونتها يتصل الناس بعضهم ببعض، ويتبادلون أفكارهم، ويتوصلون إلى أن يفهم أحدهم الآخر بصورة متبادلة. إن اللغة التي هي مرتبطة بالفكر ارتباطاً مباشراً، تسجل وتثبت، في الكلمات وفي ما تؤلفه تراكيب الكلمات من عبارات، نتائج عمل الفكر ونجاحات عمل الإنسان في سبيل توسيع معارفه، وهكذا تجعل تبادل الأفكار في المجتمع الإنساني ممكناً.
إن تبادل الأفكار ضرورة دائمة وحيوية، إذ بدونه من المستحيل تنسيق أعمال الناس المشتركة في النضال ضد قوى الطبيعة، في النضال لإنتاج الخيرات المادية الضرورية، ومن المستحيل تحقيق نجاحات في نشاط المجتمع الإنتاجي، وهكذا، فحتى وجود الإنتاج الاجتماعي يصبح مستحيلاً. وبالتالي، فبدون لغة مفهومة للمجتمع ومشتركة لجميع أعضائه، يكف المجتمع عن الإنتاج ويتفكك، ولا يبقى له وجود كمجتمع. ومن هذه الناحية، ما دامت اللغة أداة للعلاقات بين الناس، فهي، في الوقت نفسه، أداة نضال وتطور للمجتمع.
إن جميع الكلمات، الموجودة في لغة ما، تؤلف بمجموعها، كما هو معلوم، ما يسمى بقاموسها( ). والشيء الأساسي في قاموس اللغة، هو المضمون الرئيسي للقاموس، الذي تتألف نواته من جميع الكلمات الأصلية. وهذا المضمون الرئيسي هو أقل اتساعاً من مجموع قاموس اللغة بكثير، ولكنه يعيش طويلاً جداً، يعيش خلال عصور، ويخدم كأساس لتكوين كلمات جديدة.
revolutionarysocialist
revolutionarysocialist
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد الرسائل : 707
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى