منتدى الاشتراكي الثوري
اهلا وسهلا بالزائر الكريم
انت غير مسجل في المنتدى نتمنى منك التسجيل
لاتفتك فرصه المشاركه والنقاش الموضوعي وابداء الرأي


عــــــاشــــــــــت المــــاركــــــــسية اللــــــــــــــــينيــــة المــــــــاويـــــــة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الاشتراكي الثوري
اهلا وسهلا بالزائر الكريم
انت غير مسجل في المنتدى نتمنى منك التسجيل
لاتفتك فرصه المشاركه والنقاش الموضوعي وابداء الرأي


عــــــاشــــــــــت المــــاركــــــــسية اللــــــــــــــــينيــــة المــــــــاويـــــــة
منتدى الاشتراكي الثوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ما هو الإسلام؟- ج2

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

ما هو الإسلام؟- ج2 Empty ما هو الإسلام؟- ج2

مُساهمة من طرف revolutionarysocialist السبت أكتوبر 27, 2007 2:23 am

العقل المشروط، أو: العقلانية الناقصة - هو سرّ قوة الإمامية، خاصة بين أوساط العامة أو أنصاف المثقفين. لذلك يخشاها السنّة - ونحن معهم - لأن نصف الحقيقة أسوأ كثيراً من الكذب.

مشكلة هذا المذهب الشيعي الأصل نخبويته: فبعكس السنّة، الإسماعيلية تيار يبدو أنه من الصعب أن يتجذّر بين طبقات العامّة - لأنه فوق تفكيرها. لذلك انقرض الإسماعيليون بسرعة في مصر، البلد الذي أنهكه ثقافياً دخول عمر بن العاص وهروب النخبة الثقافية اليونانية، بعد وصول التيار الشافعي السنّي الذي قاده صلاح الدين الأيوبي. الإسماعيليون، الذين استوردتهم مصر من بلد الأعراف الثقافية الراسخة - سوريا - عبر تونس، والذين قدّموا لمصر حضارتها الثقافية الوحيدة حتى الآن (الناصرية كانت تياراً شعرياً عاطفياً هجيناً وليس حركة ثقافية راسخة بدليل زوالها آلياً بعد زوال المؤسس) بعد رحيل مدرسة الاسكندرية، لم يستطيعوا أن يتجذّروا بين طبقات مصر الشعبية: بسبب التركيبة الفكرية الخاصة بالفرد المصري والتي سيشير إليها الهاجريون بالتفصيل من جهة، ولأن الاسماعيلية، كفكر نخبوي عظيم، لم تسعَ كما يبدو إلى فرض مقولاتها على العوام.

ملاحظة:

لابد أن نذكر هنا أن الإسماعيلية، اليونانية القلب الإسلامية القشرة العربية اللسان، لم تضطهد المسلمين من غير الإسماعيليين عموماً ولم تقسرهم على اتباع مذهبها! ونحن هنا لا نستطيع اعتماد التشويهات المقصودة التي لطخ بها مؤرخو السنة الخلفاء الفاطميين لأن الوقائع تتحدث بشكل معاكس. فقد كان باستطاعتنا أن نجد كل المذاهب الإسلامية ناشطة في ظل الحكم الفاطمي لمصر. بالمقابل، فقد انقرضت الإسماعيلية تماماً في ظل الأيوبيين الشوافعة، الذين دمّروا حضارة مصر الثقافية، حين دمّروا التراث الفكري الإسماعيلي - وحولوا أغلفة كتب بيت الحكمة إلى أحذية لجواري الأكراد وجنودهم.

مع ذلك فالإسماعيلية لم تنته في وطنها الأم، سوريا: ربما لأن هذا الوطن، بسبب بنيانه الأنطولوجي - الأيديولوجي، قادر على امتصاص الفكر النخبوي وسرمدته مهما استفحلت مذاهب العوام.

... ورغم الانقراض المريع حضارياً، فقد استفادت الإسماعيلية من تجربة الحكم الفاطمي في مصر - إفادة لم تعرفها غيرها من الطوائف التي أينعت على هامش الإسلام السني: فمع الشعور الغامر بالحريّة والانفلات من قيود سلاسل الاضطهاد والتكفير السنية - التكفير هو السلاح الأقوى الذي يحتفظ به شيوخ السنّة لحماية عوامّهم من التيارات الإسلامية المتماسكة بنيوياً والقوية عقائدياً - لم يعد الإسماعيليون يخشون نشر أفكارهم ومعتقداتهم وتداولها أمام العامّة والخاصّة. ورغم الدمار الهائل الذي ألحقه الأيوبيون بالتراث الإسماعيلي العظيم، فالقليل الذي بقي يشير دون لبس إلى أن الإسماعيلية كانت صوت العقل الفعلي - وليس عقل الزيف - في عالم قتْل العقل ومصادرته.

الإسماعيليون، كما عرفناهم الآن، هم علمانيو الإسلام. ورغم ضآلتهم العددية - غير موجودين بفعالية خارج سوريا واليمن - فهم مؤهلون بالكامل، خاصة في سوريا، إذا سنحت الظروف، لتقديم نسخة عن الإسلام هي الأكثر قدرة على الدوامية - والأكثر انفتاحاً على مقولات العقل.



للأسف الشديد، فالمذهب العلوي لم يعرف قط تجربة الحكم التي عرفها الإسماعيليون في مصر الفاطمية - وخارجها. وهكذا، فهو لم يستطع قط أن يخرج من قوقعة الخوف التي أحاط بها نفسه في مواجهة سيف التكفير السنّي ذي السمعة الرديئة. ونحن لم نستطع التعرّف بالتالي على كل مكنوناته الحضارية - ولم نخرج إذاً من دوامة الحدس والتخمينات!

بعكس كل الطوائف تقريباً التي عاشت على هامش التيار السنّي، لم يحظ العلوين بلحظة راحة قط، وظلّوا بالتالي مطوقين في حصونهم الجبلية بسياج الإضطهاد السني الذي لم يترك يوماً الفرصة تفوته لقتل هؤلاء والتنكيل بهم، حتى كادت خرافية غيبتهم الكبرى عن الحضارة أن تقضي على الجواهر الثقافية التي كانت أساس هذا المذهب.

العلويون - أو النصيريون كما كانوا يسمّون (نلاحظ هنا، أن بويريا، عاصمة النصارى، كانت موجودة في جبال العلويين، ولا بأس بنوع من التفكير حول العلاقة بين نصيري ونصراني) - برأينا، هم ورثة التراكمية الحضارية السورية: يمكن أن ندّعي بشعور من المبالغة، أن العلوية هي الديانة القومية لسوريا - كيف؟

إذا كانت الإسماعيلية - الهلينية- المتأسلمة أعمق ثقافياً من العلوية، فالعلوية أعمق أصالة من الإسماعيلية: الزواج اليوناني -الإسلامي في الإسماعيلية جعل الأقوى (- الهلينية -) يستوعب الأضعف :الإسلام. لذلك كان الإسماعيليون نخبويين. لكن العنصر الهليني في العلوية، حتى وإن بدا ملحوظاً عند أول محاولة تنقيب جدية، لم يستطع أن يطغى لأنه مواجه هنا بعناصر ثقافية قوية، مشكّلة من تراكمية صلدة للطبقات الحضارية السورية.

وإذا كانت السنّية ديانة البدو المتحوخمين الصحراوية - بكل جفاء الصحراء وعقم الحاخامية الفكري، فالعلوية ديانة الحَضَر الزراعية: يكفي كدليل على ذلك هذا الكم الكبير من الطقوس الزراعية، غير البدوية، في المذهب العلوي. وإذا سمحت الظروف الموضوعية وكشفت لنا العلوية عن كنوزها - وهذا واجب حضاري: فالحضارة يجب أن لا تبقى حكراً على قلّة نادرة - فسوف نتأكد ربما أن هذا التيار خزّان يخبئ بين طياته طبقات الحضارة السورية المتراكمة، والذي لم تنجح القشرة الإسلامية في إفساد محتواه.

لكن مشكلة العلويين هي السنّة!

العلويون، برأينا، لم يتخلّصوا قط من هاجس التكفير السنّي - وهذا يجعلهم يؤكدون باستمرار على إسلاميتهم (شبه السنّية) وينافسون أكثر أهل السنة تزمتاً في تزمتهم الديني، حتى وإن كانت القضية مصطنعة برمّتها.

يعرف العلويون في قرارة أنفسهم أن المسطرة السنّية غير صالحة لقياس الحق والباطل: مع ذلك فهم لا يملكون الثقة الكافية كي يقيسوا أنفسهم علناً بمساطرهم الخاصة الأكثر حضارية.

العلويون، للأسف، يبحثون الآن عن حقيقة وهوية على أحد رفوف السوبرماركت الإمامي في السوق الإسلامية العجفاء - لكنهم لا يعرفون أن هذه السوق، بكل بضاعتها، ليست أكثر من رف صغير في متحفهم الحضاري الغني.



حين شاخ المذهب الإسماعيلي - الفاطمي، حين تعبت حضارته، حين وصل العقل السبعي إلى قمة نضجه، أينعت «دار الحكمة» المذهب - التيار الفكري الدرزي. ولمّا كانت مصر - وربما ما زالت!- غير مؤهلة لحركات أيديولوجية من هذا النوع، انتقل مؤسسو الحركة الدرزية إلى أرض الأفكار الخصبة - بلاد الشام.

إن من يدرس التراث الدرزي، كرسائل الحكمة على سبيل المثال، يكتشف بسهولة عمق هذا التراث وكثرة الروافد الفكرية فيه(7). إن «رسائل الحكمة»، دون مبالغة، هي دائرة معارف حوت أشياء كثيرة من علوم عصرها وثقافته، بدءاً بالفلسفة اليونانية وانتهاء بالإسلام الأرثوذكسي، مروراً بمقولات من الفرس والهنود وغيرهم.

لكن الحقيقة هي أن الدروز، بسبب مواقف الآخرين السلبية - السنّة تحديداً - منهم أوّلاً، وتركيبتهم العقلية الغيتوهية المشوهة ثانياً، أغلقوا أنفسهم على ما ورثوه من تراث حتى تجاوزهم الزمان ولفظهم في تجمعات إنعزالية ذات رائحة متحفية عموماً. وكما يفسد كل شيء طبيعي إذا حُجب عن الهواء وأشعة الشمس، فقد فسد الدروز عموماً: فقدوا حقيقتهم فراحوا يبحثون عنها في الهند، وفقدوا هويتهم فراحوا يبحثون عنها في جيش الدفاع الإسرائيلي.

الدروز، بعكس العلويين المنغرسين في أعماق الهوية السورية، يمتلكون موسوعات شبه غريبة عفا عليها الزمان وغيتوهات شبه مغلقة تفوح منها رائحة الفساد وحقائق شبه مائعة ينقصها الإحساس بالهوية. لذلك، فهم «أقل» من يؤمل منهم أن يشاركوا يوماً في نهضة حضارية إسلامية.

العدائية للإسلام:

هل حقاً أن هنالك مؤامرة عالمية تحاك خيوطها هنا وهناك ضد الإسلام والمسلمين؟!

هل حقاً أن الغرب الإمبريالي الإستعماري الرجعي - إلى آخر قائمة المصطلحات الشيوعية التحنيطية - يريد إسقاط الإسلام بعد أن أسقط الشيوعية؟!

فرق أساسي: الشيوعية ديانة أرضية؛ والإسلام يعزو علته الأولى إلى كائن غير أرضي هو الله.

قد يكون هنالك بالفعل وجود لمؤامرة من هذا النوع. لكن إذا كان الأمر كذلك، فالمتآمرون الحقيقيون هم الإسلاميون أنفسهم، خاصة أولئك الذي يحاربون أي ميل لتحديث الفكر الإسلامي تحت رايات متباينة، يبدو بعضها الآن مهترئاً بالكامل.


بالمقابل، ثمة أصوات أخرى تعلو باضطراد بين المسلمين تعتبر أن ما يتداول حالياً من تجارب إسلامية حالية لا يعبّر إطلاقاً عن «جوهر الإسلام الحقيقي» الذي يمكن أن نجده في القرآن وفي الحديث النبوي المثبت. وهنا لابد من تقديم بعض الملاحظات:

إذاً، يجب أن نناقش الإسلام على أساس واقعه المعاش وليس نصوصه الموضوعة فوق الرفوف، والتي كثيراً ما تتضارب وتتناقض. وهكذا نشكّل موقفاً من الإسلام، إيجاباً أو سلباً، وفق مواقف الإسلام الفعلية من مسألة الإنسان وحقوقه الأساسية - وليس ما يدعى بحقوق الإنسان الإسلامية التي هي مصادرة للحقوق باسم وهم الحقوق الإسلامي - والتي تشكّل العنصر المكوّن للحضارة الحديثة.

¯ حقوق الإنسان الغيبية:

الدين، أولاً وأخيراً، مسألة اجتماعية - بيئوية - وراثية. « الصدفة -التربية» هي التي تجعل من موضوع جوهري هنا، كألوهية المسيح، مرفوضاً بالكامل هنالك؛ ومن حدث يعتبر تاريخياً فعلياً هنا، إسراء محمد ومعراجه، فانتازيا تخيلية «على الأقل» هناك. الدين، لأنه يحتل عقل الإنسان في وقت مبكر جداً - خاصة في الأقطار الإسلامية - وينغمس بالتالي في أعماق ذاته في وقت مبكر جداً، يرمي بشبكته حول عقل هذا الإنسان فيمنعه عن الرؤيا - والتفكير: ويمنعه بالتالي عن إدراك حقيقة أن « الصدفة - التربية» هي جرثومة الدين الأولى. باختصار: بدل أن يكون الإنسان مالكاً للفكرة، تصبح الفكرة مالكة للإنسان.

كل دين في هذا العالم يعتبر أنه «الحقيقة المطلقة» - وإلا لاستقال من الخدمة فأراح واستراح: ولمّا كان أتباع كلّ دين يعتبرون أنّ دينهم الخاص هو الحقيقة المطلقة، ولما كان بازار «الإديان - الحقائق المطلقة» بلا بداية ولا نهاية، ولما كان جوهر كل تلك الأديان « - الحقائق المطلقة» حبّة خردل ميتافيزيكية غير ملموسة ولا مثبتة مادياً وغير قابلة بالتالي لأن تفرض «كحقيقة مطلقة» - فالحل الأوحد، في اعتقادنا، لهذه المعضلة المتشابكة هو الاعتراف لكل دين بحقّه في التواجد والدعوة التبشيرية بما لا يضير الأديان الأخرى ولا يشوهها. - فأين الإسلام من كلّ هذا؟

ما من داعٍ لفتح دفاتر الماضي الوسخ - لأنه ماضٍ - خاصة وأن الجميع تقريباً صادروا الإنسان تحت رايات القداسة، بدءاً بمحاكم التفتيش وانتهاء بأحكام أهل الذمة - لمن يحرّف مسألة أهل الذمة عن حقيقتها، ويحاول إعطاءها طابعاً إيجابياً وهمياً عن طريق تلاعب استغبائي بالألفاظ: ننصحه هنا بقراءة أحكام أهل الذمة لابن قدامة المقدسي! لكن ما كان يُقْبل في الماضي لا يمكن أن نقبل به الآن: حتى وإن جاءنا محفوظاً في معلّبات <<الحقيقة المطلقة>> الفاسدة تلك. لكن الإسلام لم يتغيّر!

لقد استسلمت الكنيسة تحت وطأة مطرقة العقل - والعلمانية. واليهودية الأرثوذكسية - رغم وهم الصحوة، صحوة الموت، الذي يسوقه ابن عوباديا يوسف بأسلوب بوطوي يدعو إلى الشفقة والغيظ في آن - تسير في درب الإنقراض القصير: تجرّها فيه عربة العلمانية الصهيونية، بشقيها اليميني واليساري، الخارقة لجدار الصوت بسرعتها. ورغم محاولات المفداليين وضع حواجز تلفيقية في وجه تلك العربة، إلا أن ريح الزمن تلعب، لحسن الحظ، ضدهم. والحقائق التاريخية لليهودية الدينية صارت محط نقد حتى في الدوائر اليهودية ذاتها.

وحده الإسلام الذي لم يُسْمح للحداثة أو العلمانية بالاقتراب منه أو تصويره، ما يزال يعتبر نفسه <<الحقيقة المطلقة>> - والتي لا تسمح بالتالي لأية حقيقة أخرى، باعتبارها مزيفة، بأن تنافسها على أرضها. بل يزداد الأمر سوءاً بتقدّم الزمن لشعور الإسلاميين بزيف الكثير من حقائقهم وبالتالي خوفهم من اقتراب أية حقائق أخرى يمكن أن تحطّم الصدفة وتكشف العفن الداخلي.

أنتَ تمتلك فكراً مغايراً: حكمك الإسلامي: إما أن تعيش خانعاً بأسلوب أهل الذمّة، أو أن تهرب، أو أن تقتل!

أنا، كمسلم، كصاحب<<الحقيقة المطلقة>>، لي كل الحق، أيها المغاير، أن أشتمك وأهينك وأخوّنك وأكفرك - عند أية مبادرة تهديدية لحقائقي المطلقة.

أنتَ، أيها المغاير، لا تمتلك أدنى حق في سؤالي، تاريخياً، عن حرب الجمل وصفين والنهروان، عن حادثة السقيفة وموقعة الحرة، عن تهديم الكعبة وسرقة الحجر الأسود - حتى لا ترمي بحجر شك على حقائقي المطلقة الزجاجية.

أنتَ، أيها المغاير، لا تمتلك أدنى حق في سؤالي أو حتى سؤال نفسك، عقائدياً، عن الحقيقة التاريخية لآدم وحوائه اللذين هبطا (كذا) - بلا كيف ولا كم – على الأرض، في تاريخ نسيا تسجيله، ومكان نسيا ذكره، رغم أنهما تذكرا تفاصيل أخرى تبدو مملة.

¯ حقوق الإنسان الجنسية:

<<في حين ترسل الولايات المتحدة مركبة فضائية إلى المريخ وتكتشف «جينة الشيخوخة» في الإنسان، ينقسم مشايخ مصر وشعبها، بطريقة لا تثير غير مشاعر القرف، في مسألة حقوق المرأة الجنسية البديهية، عبر انقسامهم في ختان النساء: هل سنشهد حرب بظر جديدة، بعد حرب الجمل القديمة؟.>>
ندر أن تجد ديانة في هذا العالم - باستثناء اليهودية التلمودية الحاخامية - تصادر الحرّية الجسدية وتقمع الجنسانية الأنثوية، كالإسلام: خاصة بعدما تخلّص الكاثوليك عملياً من عقدهم الجنسية الإخصائية المزمنة. ففي هذا الزمن القاسي، حيث الصعوبات الاقتصادية - «تكاثروا، فإني مفاخر بكم الأمم!» - تؤخر سنّ الزواج، يقف الإسلام بالمرصاد نظرياً لكلّ من تسوّل له نفسه حق ممارسة حياته <<لطبيعية>> خارج الإطار الذي وضعه الإسلام وفرضه على الجميع. والإطار الذي وضعه الإسلام، بالمناسبة، على اختلاف تسمياته - زواج، تسرّي، متعة الخ - هو في النهاية تشييء للمرأة لحساب جنسانية الرجل. وإلا فماذا نسمّي وضعية المرأة في التسرّي الذي زال عملياً من حياتنا الاجتماعية لكنه ما يزال يعشعش نظرياً في نظرة المسلم للمرأة؟

<<والمرأة متاع، ضلع أعوج، شر كلّها، و... لعبة في زاوية البيت إن كانت لها حاجة وإلا: فلا؟!>>

لو تناولنا هنا مشكلة المثلية الجنسية Homosexuality - الأكثر انفتاحاً على النقاش هذه الأيام، وأخذنا بعين الاعتبار أن نسبة المثليين الجنسيين أو أصحاب الميل الجنسي المزدوج bisexual في أي مجتمع بشري لا تقلّ عن 10%، وعرفنا أن مراكز العلم العالمية المحترمة تبدو منقسمة بشأن المسألة بين رأي «الجينية كعلّة» ورأي «التربية الاجتماعية - النفسية كعلة»، وأضفنا إلى كلّ ذلك الأزمات القاتلة أحياناً التي يعاني منها المثلي جنسياً: الرفض المزدوج لجنسانيته من مجتمع مليء بالمفاهيم الخاطئة الدينية جوهرياً حول الجنس ومن ذاته التي هي إفراز طبيعي لذلك المجتمع، لاكتشفنا أن الحلّ الإسلامي التقليدي (- القتل بأسلوب وحشي - ) لتلك المعضلة ليس أقل من كارثي. والحلّ صالح لكل زمان ومكان، لأن النص الذي يحمله صالح أيضاً لكل زمان ومكان.

كل جنسانية يعتقد أنّها منفعلة مصادرة:علمياً، لا توجد جنسانية منفعلة-أنثوية كانت أم مثلية. (الغريب - وهذا جزء من التناقضية الإسلامية المدهشة - أن الإله الذي تدخّل بحسم في مسألة ثانوية جداً حضارياً وإن كانت مركزية بدوياً: إفك عائشة، وقف حائراً بنوع من اللامبالاة أمام جريمة إنسانية وحضارية ارتكبتها المرأة ذاتها، راح ضحيتها ألوف المسلمين وما نزال ندفع ثمن آثارها اللاحقة حتى الآن: حرب الجمل).

<<المشكلة هي أن المسلم، حتى وإن عاش في أكثر دول العالم تحضّراً، فهو يحتفظ تحت جلده بذلك الموقف البدوي من مسألة الجنس: بكارة المرأة شرفها، وشرفها شرف القبيلة، وشرف القبيلة شرف الأمة....».ليس العقل هو أعز ما تملكه الفتاة الشرقية‍‍؟

والمشكلة الأكبر هي الرغبة بفرض تلك العقلية البدوية حتى في أعتى مراكز الحضارة: تحت رايات القداسة الوهمية ذاتها.

¯ حقوق الإنسان السياسية:

ماذا لو تأمّل واحدنا خارطة العالم وحاول تصنيف الدول وفق معيارين: الغالبية الدينية والديمقراطية السياسية - ماذا سيجد؟ باستثناء بعض دول إفريقيا وبقايا الركام الماركسي الذي سيسقط عاجلاً أم آجلاً ( «الطرفان على حد سواء يعانيان من أحد أشكال الإعاقة نحو التقدّم: إعاقة فكرية جينية جوهرياً عند الأول وإعاقة فكرية دوغماتية جوهرياً عند الثاني» - مع فارق غير بسيط هو أن السود عوّضوا عن تخلفهم الفكري بتقدمهم الجسدي المذهل، في حين لم تقدّم الماركسية سوى الإفساد المحمي بشعارات ذات قداسة أرضية كاذبة»)، سيلحظ بوضوح تام ذلك التناسب الكامل بين الانتشار الإسلامي والانحسار الديمقراطي - والعكس صحيح. فباستثناء لبنان الذي يسعون الآن إلى تكبيله بقيود «حريرية»، لا توجد دولة إسلامية تتبنى الديمقراطية السياسية - بالمعنى الفعلي للمصطلح.

من جهة، فالأقطار التي تدعي الديمقراطية هي أقطار تصادر الديمقراطية الفعلية تحت اسم ديمقراطية مزيفة:في مصر: يموت حزب الغالبية العظمى الوحيد بموت مؤسسه، وينشأ حزب غالبية عظمى غير وحيد هذه المرة (إحدى ضرورات الديمقراطية الكاذبة)؛في الجزائر: يتشكل حزب غالبية عظمى عبر مرسوم «عسكري» في أربع وعشرين ساعة أو ما شابه؛في تونس أو ما شابه: الديمقراطية موجهة والدكتاتورية أفضل بما لا يقارن من تلك الديمقراطية الموجهة - يكفي الدكتاتورية فخراً أنها رذيلة خالية من حمض النفاق.

<<ربما أن تلك المجتمعات غير مؤهلة حتى الآن، لأسباب معرفية، لأن تكون ديمقراطية: وفي ذلك لا تختلف الأقليات غير الإسلامية، في بعض الأقطار - لقد كشفت حرب لبنان مثلاً، عن التخلّف الحضاري الهائل للمسيحيين، القابع خلف ستارة التحديث القشوري - عن الغالبيات المسلمة في هوس السيطرة والمصادرة.>>

كان يمكن لبعض تلك الأقطار، خاصة تلك المغرقة في عمقها الحضري، أن تصل إلى شكل «ديمقراطي - حضاري» لو أنها تُركت لتأخذ منحاها الطبيعي في التطور. فبعد خروج الانتدابات الأوروبية من تلك الأقطار (نحن، للعلم، نميّز تماماً بين الانتداب الفرنسي والاستعمار التركي)، بدأت ملامح حياة ديمقراطية بدئية تطل بوجهها على هذه الشعوب القابلة للتحضّر. لكن «حبيب الملايين» جاء-أو جيء به- بأمثولته القومية الاشتراكية القمعية لينهي التطور الطبيعي، وليغلق الأبواب والأنفس ثمان عشرة سنة أمام أي ارتقاء فكري حضاري حقيقي. ولأنه لم يسمح لغيره بأن يعلن وجوده، التجأ المجتمع، الذي فشل أن يعبّر عن نفسه فكرياً في مراكز معلنة والذي لم يقبل الانحطاط إلى سوية الفساد والانتهازية التي غرقت فيها المراكز الرسمية المعلنة الوحيدة، إلى مراكز أخرى غير معلنة سياسياً لكنها موجودة بحقها الخاص فكرياً: المساجد والكنائس. وهكذا، فما أن رحل حبيب الملايين، حتى كان المجتمع مقسوماً تحت سلطتين: سلطة حزب الدولة الفاسد الانتهازي الشكلية، وسلطة حزب رجال الدين، حزب الغالبية الساحقة «جداً»، القوي، الحاكم فعلياً.
revolutionarysocialist
revolutionarysocialist
عضو ذهبي
عضو ذهبي

عدد الرسائل : 707
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 14/10/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما هو الإسلام؟- ج2 Empty رد: ما هو الإسلام؟- ج2

مُساهمة من طرف المجاهد الاشتراكي السوفيي الخميس ديسمبر 11, 2008 9:35 am

***********************

المجاهد الاشتراكي السوفيي
عضو جديد
عضو جديد

عدد الرسائل : 5
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 11/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب هذه المساهمة مطرود حالياً من المنتدى - معاينة المساهمة

كاتب هذه المساهمة مطرود حالياً من المنتدى - معاينة المساهمة

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى