منتدى الاشتراكي الثوري
اهلا وسهلا بالزائر الكريم
انت غير مسجل في المنتدى نتمنى منك التسجيل
لاتفتك فرصه المشاركه والنقاش الموضوعي وابداء الرأي


عــــــاشــــــــــت المــــاركــــــــسية اللــــــــــــــــينيــــة المــــــــاويـــــــة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الاشتراكي الثوري
اهلا وسهلا بالزائر الكريم
انت غير مسجل في المنتدى نتمنى منك التسجيل
لاتفتك فرصه المشاركه والنقاش الموضوعي وابداء الرأي


عــــــاشــــــــــت المــــاركــــــــسية اللــــــــــــــــينيــــة المــــــــاويـــــــة
منتدى الاشتراكي الثوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاغتراب والماركسية-الجزء الخامس

اذهب الى الأسفل

الاغتراب والماركسية-الجزء الخامس Empty الاغتراب والماركسية-الجزء الخامس

مُساهمة من طرف الاخضر القرمطي الإثنين أغسطس 24, 2009 6:12 am

رابعًا: نقد الاغتراب الإقتصادي (العمل المغرّب)
المجتمع المدني هو، بشكل رئيسي، عالم العمل. ويتميّز هذا العالم بصراع طبقتين: البرجوازيّة (التي تملك وسائل الإنتاج)؛ والبروليتاريا (التي تبيع قوة عملها). واغتراب العمل أساس عداء كلّ من هاتين الطبقتين للأخرى.وهو في جوهره يشكل اساسًا لطريقة الانتاج الرأسمالية وللملكية الخاصة. وان كان ظاهرة ملازمة لكافة الانماط المتطورة في المجتمعات الاستغلالية، حيث يسيطر الانسان على الانسان، فانه يصبح في الرأسمالية تحديدًا نظامًا عامًا للعلاقات التي يسودها القهر والاستغلال الطبقي ضد الطبقة العمالية.
بدأ هيغل جدليّته الشهيرة بوصف السيّد. أما ماركس فيركز اهتمامه على العامل (أو البروليتاري).ويعتبر ان العمل هو حياة الانسان النوعية (نسبة الى النوع)، وهذه الخاصية تميز الانسان عن الحيوان، فهي ليست معطاة من الطبيعة بقدر كونها حصيلة لعملية تطور تاريخي، ففي حين ينتج الحيوان بحكم حاجاته الجسدية فقط، فالانسان ينتج حتى عندما يكون متحررًا من هذه الحاجات.
ويكشف ماركس عن الجوهر الاجتماعي للعمل باعتبار الانتاج عملية اجتماعية لا تتم الا بتضافر جهود مجموعة من الافراد لتغدو الطبيعة واقع الانسان، وبالتالي يصبح العمل موضعة objectivisation لحياة الانسان النوعية، وهكذا يكون العمل جوهر الانسان . ولكن رغم النواحي الايجابية للعمل فمن المؤكد بالنسبة لماركس وجود نواحي سلبية تتضح في نمط الانتاج الرأسمالي.
في النظام الرأسمالي التناحري، وفي عمليّة الإنتاج الرأسمالية، يفقد العامل إنسانيّته ويصبح شيئاً (أو موضوعاً أو سلعة). فهو مغترب في منتوجه وهو مغترب في عمليّة الإنتاج ذاتها. والعمل المغرب يغرب عن الانسان: الطبيعة من جهة وذاته الخاصة من جهة اخرى.حيث تغترب وظيفته الناشطة والحيوية ويتدمر مضمونه الفكري، ويبتعد الانسان عن نوعه الانساني بحيث يعارض بين حياته النوعية وحياته الفردية، ويجعل من هذه الاخيرة تجريدًا وغاية للاولى التي تأخذ بدورها طابعًا مغربًا ومجردًا.
ان الإنتاج هو موضعة العمل (أي تحويل العمل إلى كائن موضوعي). لكن كلما تموضع العمل كلّما فقد العامل كائنه الموضوعي: فهو يُسْلَب الأشياء الضروريّة لحياته، ويُسْلب أدوات الإنتاج، ويسلب حتى إمكانيّة العمل ذلك أن سوق العمل (حاجة المصانع الى عمال) مستقلة عنه. وهكذا بدل ان تكون الثروة خاصة بثمرة عمله، تصبح، بالنسبة للعامل، غريبة عنه. وبدل ان يكون العمل مصدرًا لسعادة العامل، يصبح مصدرًا لبؤسه وعوزه، وبدل ان يحرره من حيوانيته ويحقق جوهره الانساني يتحول العامل الى آلة او الى بربري تافه وغبي. ذلك أن العامل ليس حرا فهو محكوم بالضرورة و نشاطه ليس له خاصية تلقائية الاختيار، فالعمل يبدو واجبا لا يحقق إشباع حاجة بل يصبح هو ذاته وسيلة لإشباع حاجة خارجة عنه و هكذا يفقد معناه وغايته، بتموضعه في المنتوج و بجعله للعمل وسيلة لا غاية يدخل العامل في سيرورة افتقار تميز الاغتراب .
فيبيع العامل قوة عمله كسلعة بالمقارنة مع الوقت اللازم اجتماعيا لإعادة إنتاجها والمنافع التي يسمح أجره باستهلاكها. لكن لو اشتغل أكثر من وقته فانه لن يحصل على إنتاج هذه المنافع، بل يقع ضحية الاستغلال. هكذا يفسر الربح أو فائض القيمة الذي هو الموضوع عينه للإنتاج الرأسمالي. إن هذا الأخير لم يتوجه إذن نحو الأشياء المتعينة التي تطلبها حياة كل واحد من البشر بل نحو الثراء الفاحش، والربح المتراكم إلى ما لا نهاية له مهما كانت الانعكاسات على الناس وعلى الطبيعة. إن قدرة الرأسمالية على كل شيء التي تستهلك لصالحها قوة العمل المباع تعطي لهذا الاستغلال طابعا اخضاعيا ولاإنسانيا.

فالعامل ينتج السلع المادية لكنه يفقد – عند انتاجها – حيازتها. تصبح السلعة "كائناً غريباً" و"سلطة مستقلة عن المنتج" لا يحق له التصرّف بها أو الإستفادة منها. لا بل أكثر من ذلك: تصبح السلعة معادية له لأن هدفها زيادة رأس المال ومن ثم تمكين رأس المال هذا من زيادة سيطرته على العامل. وأمام تزايد قوة رأس المال وهيمتنه، لا يعود بإمكان العامل إلا بيع قوة عمله.
وهكذا تغدو نتيجة عمل العامل نفيا له و ينزل العمل الذي هو ماهية الإنسان وحقيقته إلى مستوى قضاء الحاجة فلا يغدو إلا وسيلة لكسب العيش،وتغدو قوة العمل بل وكل قدرات البشر معروضة للبيع والشراء، لذا كان الهروب نحو عالم مثالي يبحث فيه العامل عن عزاء لنفسه، وينتقم فيه من الإستغلال و الإحتقار اللذين يتعرض لهما، وهكذا "يصنع" الدين والآلهة والاوهام. ومن الذاتية الانسانية المغربة تنشأ في نهاية المطاف كافة المطلقات الفلسفية المجردة كالجوهر والذات المتسامية والروح المطلقة والارادة الكونية...

ولا يقتصر الاغتراب على العامل في عمله، بل انه يشمل كافة عملاء عملية الانتاج، كافة الشخصيات الاقتصادية والطبقات، وان كان العامل والرأسمالي هما قطبا التناقض في العمل، فان هذا الاخير (اي الرأسمالي) باعتباره شخصًا ينمو ايضًا في تربة الاغتراب حيث ينسجم معه ويشعر انه متكيف بشكل جيد ويميل الى ادراك العالم من خلاله، ولكن الاغتراب يجبر الرأسمالي على ان يكون عبدًا للعلاقة الرأسمالية التناحرية وجوهرها رأس المال تلك القوة المادية الشيئية الهائلة، ويفقد وجوده الشخصي عندما تنتهي هذه العلاقة. واذا "كان العامل ليس سوى آلة لنتاج القيمة الزائدة، فالرأسمالي ليس سوى آلة لتحويل هذه القيمة الزائدة الى رأس مال".
"ويولي ماركس في "رأس المال" اهتمامًا كبيرًا لمسألة التطور الشامل للشخصية الانسانية. ان الطابع المتناقض لتطور الشخصية في الرأسمالية يخلق العامل الجزئي المجبر على القيام بوظيفة معينة مدى الحياة، اي الانسان الجزئي ذا النشاط المشوه والمقيد. ولكي يتمكن الانسان من التطور بشكل شامل فمن الضروري ان يتوفر شرط تبديل العمل، الذي بوسعه ان يؤدي في نهاية الامر الى استبدال الانسان الجزئي بالانسان ذو النضوج الكلي والنشاط الشامل والافق الواسع".
يقول ماركس في الكتاب الثاني من رأس المال:
"أولاً، العمل هو خارج العامل مما يعني أنه ليس ملكاً له؛ العامل لا يؤكد، إذاً، ذاته في عمله، بل على العكس، ينفيها؛ لا يجد نفسه سعيداً في العمل ولكن تعيساً؛ لا ينمّي العامل في العمل أيّة طاقة حرّة ماديّة أو معنويّة، ولكن يعذّب فيه جسده ويخرّب فيه روحه. لذا لا يشعر العامل أنه يلازم داره إلا عندما يغادر العمل؛ عندما يعمل، لا يحس نفسه "في البيت". لا يحقق العامل ذاته عندما يعمل إنما يحققها عندما لا يعمل. ليس عمله إذا ً إرادياً إنما إلزاميّاً؛ إنه أشغال شاقة. ليس عمله إذاً تلبية حاجة، ولكن وسيلة لتلبية حاجات خارجية. وتهرّب العامل من العمل، وكأنه الطاعون، عندما لا يجبر عليه لسبب أو لآخر، يبرهن بوضوح غربة العمل الكليّة عن العامل. العمل الخارجي، العمل الذي يخرج فيه الإنسان عن ذاته هو تضحية بالذات وإماتة لها. وإخيراً يشعر العامل أن العمل الخارجي ليس له، إنما لإنسان آخر، إنه ليس ملكاً له؛ عندما يعمل، لا يملك ذاته، بل يملكه إنسان آخر. في الدين، تصدر عن أنشطة الخيال والدماغ والقلب الإنساني الخاصة عوامل خارجيّة مستقلّة هي الآلهة والشياطين. كذلك ليس نشاط العامل نشاطه الخاص، بل هو ملك كائن آخر وهو فقدان للذات.
"نصل إلى هذه المآل أن عفوية الإنسان تنكفىء في وظائفه الحيوانيّة: الشرب والأكل والإنجاب وربما أيضاً السكن والملبس؛ أما في وظائفه الإنسانيّة، فليس المرء سوى حيوان: يصبح ما هو حيواني إنسانيّاً وما هو إنسانيّ حيوانيّاً" .
ومن نتائج الاغتراب في العمل، تنشأ ما يسميه ماركس عمليات التشيّـؤ الاغترابي (reification) والشخصنة (Personification) والصنمية (Fetichisme).
وفي التشيؤ الاغترابي تصبح الاشياء (السلع والنقود والمؤسسات...) كما لو انها من خارج عالم الانسان، فيبقى مصدرها الحقيقي مموهًا، لتشكل عالمًا مختلفًا الى جانب عالم الانسان الذي صنعها في عملية تاريخية، وهكذا تتجلى كوجود مستقل غريب عن عالم الانسان، لا بل تتعارض معه تنوب عنه وتقمعه، وحتى تدمره، وهي تفعل ذلك كما لو انها تنشط باسمها الشخصي(الشخصنة) وكأنها قوة اجتماعية لها شخصية محددة توجه الانسان وتتحكم باعماله وافكاره. وتصبح علاقات الناس بالاشياء وكأنهم ملك لها وليست مالكًا لهم، وتظهر الاشياء كما لو انها قد قطعت كل صلة بالبشر، كأنها مكتفية بذاتها.
وبالنتيجة، تصبح العلاقة الاجتماعية التي تربط الافراد وكأنها علاقة شيئية خارجية وسلعية تتحكم بها روح المقايضة والتجارة والربح، كما لو كان الامر يتعلق بسلع معدة للبيع والشراء.فتتحول علاقات الناس الشخصية المباشرة الى نوع من علاقات شيئية متبادلة بين المواد والاشياء. وبسبب ذلك نرى إن الإنسان يستشعر في خضم علاقاته بالآخرين بأنه مغلوب على أمره وعاجز وقد أصبح موضوعاً في نظام الأشياء، حيث بات يعتبر نفسه اكثر فاكثر شيئًا (وان كان شيئًا واعيًا) في عالم الاشياء. وبذلك يجعله هذا الإحساس يرى التشيّؤ حالةً طبيعية ويصبح وعيه فيما بعد متشيّئاً. إن الفرد في المجتمع الرأسمالي يخوض علاقةً تنهض على الكم والتراكم الانتاجي فيما يتعلق بتعامله مع المواضيع والأشياء، أي أن علاقته تحددها روح المقايضة والمنفعة الخاصة. و تحول سائر النشاطات والنتاجات الإنسانية إلى صيغة مقايضة يؤدي بالضرورة إلى محو كلّ ما هو فردي وشخصي أو خاص. فنرى أن العلاقات التي ترسمها روح الاستثمار والمقايضة هي من حيث الجوهر علاقات رسمية ونائية عن الفضاء الداخلي الحميم أي أنها فلتت من حنو الطبيعة ومن حنو المشاعر الانسانية الخيرة. وفي ظل هذا تتحول العلاقة الاجتماعية للأشخاص إلى سلوك عام تحدده منظومة الأشياء. إذن فالأفراد يستشعرون أنهم غير معرضين للتأثيرات الشخصية والإنسانية أو خاضعين لها بقدر ما هم يذعنون في الواقع لشروط شيئية وموضوعية ورسمية في آن واحد والتي ليس بوسعهم تغييرها.
وحتى على المستوى الفردي، يشوه التشيؤ علاقات الانسان بفردانيته، ليصبح مجرد عنصر او اداة او "روبوت" في نظام التقنية والربح الذي يسود الرأسمالية.
ويقضي العمل المغترب على المساواة الإنسانيّة ويحوّل الناس إلى أعداء بعضهم لبعض: أحدهم عامل والآخر مالك. وإذ يرى العامل في انتاجه المموضع موضوعاًَ خارجياً، معادياً، نافذاً ومستقلاً عنه، فلأن إنساناً آخر غريباً، معادياً نافذاً ومستقلاً عنه هو سيد هذا الموضوع. وعندما يجد العامل نفسه تجاه نشاطه الذاتي في موقع العبوديّة، فلأن هذا النشاط هو في خدمة إنسان آخر وتحت سيطرته". والمالك ذاته مستلب في النظام الرأسمالي. فهو لا يساهم في العمل ويحصل على أرباح نشاطات لم يساهم في انتاجها، بل يبقى منقطعاً عن الطبيعة ومعادياً للعامل.
ويبدو السوق في الرأسمالية بوصفه مؤسسة إنسانية وكقانون متعال ينجذب إليه الأفراد مثلما ينجذبون إلى صنم ليعبدوه. إنهم يغتربون عن قدراتهم على التعين عندما يخضعون له كما لو أنهم يخضعون لنظام طبيعي. إنهم يظهرون مشيئين أي أشياء بين أشياء. وأين يتعلق الأمر بالعلاقة بين أعماله لا ندرك سوى علاقات بين سلع.
ويقوم الإنسان بعمله في محيط طبيعي ويتموضع عمله في الطبيعة. ولكن عندما يستقل منتوجه عنه، ويصبح غريباً ومعادياً، تُبْتَر علاقته بالطبيعة الكليّة وتصبح هذه الطبيعة معادية له .
ليست الطبيعة، في الأصل، شيئاً خارجاً عن الإنسان إنما ترتبط به ويرتبط بها إرتباطاً وثيقاً وحميماً. فهي، من جهة، "جسم" الإنسان "اللاعضوي" ووسيلة استمراره المباشرة و"مادة نشاطه الحيوي وموضوعه وأداته". الفرق الوحيد في هذا المضمار بين الإنسان والحيوان هو أن كليّة الإنسان توسع دائرة إرتباطه بالطبيعة وتجعل من الطبيعة بأكملها جسده (بينما تقتصر علاقة الحيوان بالطبيعة على عدد محدود ومباشر من العناصر). والإنسان، من جهة أخرى، هو بذاته كائن طبيعي وجزء لا يتجزّأ من الطبيعة: رغباته وحاجاته رغبات وحاجات طبيعيّة. الطبيعة هي جسم الإنسان اللاعضوي حين لا تكون، بالطبع، الجسم الإنساني ذاته. ويضيف ماركس: "يعيش الإنسان في الطبيعة مما يعني أن الطبيعة جسده الذي عليه أن يبقى على اتصال مستمر وتدريجي به لكي لا يزول. وعندما نقول أن حياة الإنسان المادية والروحية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالطبيعة، فنحن نريد ببساطة أن نقول أن الطبيعة على اتصال وثيق بذاتها لأن الإنسان جزء من الطبيعة" .
لكن عندما تصبح الطبيعة وسيلة استمرار فحسب، وعندما لا يحقق الأنسان ذاته فيها، يحصل الطلاق بين الطبيعة والإنسان. وهذا ما نجم عن توسع النظام الرأسمالي الذي يسعى دومًا نحو الربح وتأمين القيمة الزائدة مضحيًا بجسده اللاعضوي. فالرأسمالية تدمر البيئة الطبيعية بشكل همجي، مسببة بذلك تدهور ظروف تطوير الشخصية الانسانية، وتدمّر التبادل العضوي الصحيح بين المجتمع والطبيعة.

الاخضر القرمطي
عضو جديد
عضو جديد

عدد الرسائل : 5
العمر : 40
المهنة : استاذ فلسفة
تاريخ التسجيل : 26/01/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى