الاغتراب والماركسية-الجزء الرابع
صفحة 1 من اصل 1
الاغتراب والماركسية-الجزء الرابع
ثالثًا: نقد الاغتراب السياسي:
أ. عودة الى هيغل.
يميّز هيغل، في "أصول فلسفة الحق"، المجتمع المدني (bürgerliche geschllschaft) عن الدولة. المجتمع المدني هو "نظام الحاجات"، عالم الأسرة والعلاقات الفرديّة والثروة والعمل والإنتاج. أما الدولة، فهي ميدان المواطنية: جميع أفرادها، كمواطنين، أحرار ومتساوون أمام القانون. الدولة هي واقع الفكرة الأخلاقيّة الموضوعيّة المتحقق بالفعل – الروح الخلقي بما هو إرادة جوهريّة متجليّة، واضحة لذاتها، تعقل ذاتها وتعرفها وتنفّذ ما تعرفه لأنها تعرفه. في الأعراف والتقاليد، للروح الخلقيّة وجود مباشر؛اما في الوعي بالذات، في معرفة الفرد ونشاطه، للروح الخلقية وجود وسيط؛ أما الفرد فيحقق، بالمقابل، حريته الجوهرية بانتمائه إلى الدولة، جوهر الفرد وهدف نشاطه ونتاج هذا النشاط.
يغلّب هيغل العقل (الممثل بالدولة) على الواقع (الممثل بالمجتمع المدني). الدولة هي عنصر العقلانية الكلية والمطلقة. وليست العائلة والمجتمع المدني إزاء هذا العنصر سوى مراحل خارجية ودنيا. إزاء دوائر القانون الخاص والمصلحة الفرديّة والأسرة والمجتمع المدني، تشكل الدولة، من جهة، ضرورة خارجيّة اخلاقية وسلطة عليا تخضع لها قوانين ومصالح هذه الدوائر... ولكن، من جهة أخرى، الدولة هي الغاية الملازمة لهذه الدوائر، وتكمن قوتها في وحدة هدفها النهائي الكلّي مع مصالح الأفراد الخاصة، كون على هؤلاء الأفراد واجبات تجاهها بقدر ما لهم، في الوقت ذاته، من حقوق.
ب. ماركس ينقد هيغل.
جوهر الدولة، في فلسفة هيغل السياسية، مزدوج: تتعالى الدولة عن الحياة الإقتصاديّة والاجتماعيّة، من جهة، وتلازمها، من جهة ثانية. للدولة إذاً سمتان متناقضتان: التعالي والحلوليّة. وكلّ ما يمتاز بهاتين السمتين مثالي وليس واقعياً. في إخضاعه المجتمع المدني للدولة، جعل هيغل من الدولة العالم الحقيقي وحوّل عالمي الإنتاج والعائلة، الذين ظهرا للوهلة الأولى على أنهما العالم الحقيقي، إلى عالم أدنى. وهذا ما رفضه ماركس في فلسفة الحقوق الهيغيلية حيث ظهر هيغل كمبشر بالملكية الدستورية، وهو الذي حاول مصالحة المتناقضات في المجتمع المدني تصالحًا مثاليًا منطقيًا بتوحيدها في الدولة.ان الدولة التوفيقية التي صورها هيغل والتي رأى فيها تجسيدًا للمصلحة العامة، هي، براي ماركس الدولة المغتربة عن المجتمع المدني، لانها تفصل نفسها عنه وعن الجسم السياسي ككل، بتأثير علاقات الملكية، انها تنفصل عن العالم الواقعي والمطلوب ان يتم اعادتها اليه، لينتفي جوهرها الغيبي، من دون انتفاء جوهرها الطبقي.
المجتمع المدني هو الذي يربط الأفراد بعضهم ببعض وعليه تقوم الدولة وليس العكس. " ان الحياة المدنية وليست الحياة السياسية هي رابطتهم الحقيقية. ولذلك فان الدولة ليست هي التي توحد ذرات المجتمع المدني مع بعضهم، بل حقيقة انهم ليسوا ذرات الا في الخيال، وفي سماء وهمهم، ولكن في الحقيقة كائنات فعلية تختلف اختلافًا مروعًا عن الذرات، وبكلام آخر ليسوا انانيين الهيين، بل كائنات بشرية انانية. الخرافة السياسية اليوم هي وحدها التي تتخيل ان الدولة توحد الحياة الاجتماعية، بينما الحياة المدنية هي في الواقع التي توحد الدولة" .
والديموقراطيّة الحقة هي في تلاقي مصالح أفراد المجتمع المدني الحقيقي وفي زوال الصراع الطبقي وعناصره (الطبقات) ومن ثم في اختفاء الدولة كبنية مستقلة عن المجتمع وموجهة ضده .وبمعنى آخر ازالة الاغتراب السياسي يتوجب ازالة الدولة كقوة قمع طبقي، فهي وان بدت في الظاهر فوق تناقضات المجتمع المدني فانها في جوهرها طبقية بامتياز ولكنها تدعي الشمولية وتمثيل الجميع بعدالة.
أ. عودة الى هيغل.
يميّز هيغل، في "أصول فلسفة الحق"، المجتمع المدني (bürgerliche geschllschaft) عن الدولة. المجتمع المدني هو "نظام الحاجات"، عالم الأسرة والعلاقات الفرديّة والثروة والعمل والإنتاج. أما الدولة، فهي ميدان المواطنية: جميع أفرادها، كمواطنين، أحرار ومتساوون أمام القانون. الدولة هي واقع الفكرة الأخلاقيّة الموضوعيّة المتحقق بالفعل – الروح الخلقي بما هو إرادة جوهريّة متجليّة، واضحة لذاتها، تعقل ذاتها وتعرفها وتنفّذ ما تعرفه لأنها تعرفه. في الأعراف والتقاليد، للروح الخلقيّة وجود مباشر؛اما في الوعي بالذات، في معرفة الفرد ونشاطه، للروح الخلقية وجود وسيط؛ أما الفرد فيحقق، بالمقابل، حريته الجوهرية بانتمائه إلى الدولة، جوهر الفرد وهدف نشاطه ونتاج هذا النشاط.
يغلّب هيغل العقل (الممثل بالدولة) على الواقع (الممثل بالمجتمع المدني). الدولة هي عنصر العقلانية الكلية والمطلقة. وليست العائلة والمجتمع المدني إزاء هذا العنصر سوى مراحل خارجية ودنيا. إزاء دوائر القانون الخاص والمصلحة الفرديّة والأسرة والمجتمع المدني، تشكل الدولة، من جهة، ضرورة خارجيّة اخلاقية وسلطة عليا تخضع لها قوانين ومصالح هذه الدوائر... ولكن، من جهة أخرى، الدولة هي الغاية الملازمة لهذه الدوائر، وتكمن قوتها في وحدة هدفها النهائي الكلّي مع مصالح الأفراد الخاصة، كون على هؤلاء الأفراد واجبات تجاهها بقدر ما لهم، في الوقت ذاته، من حقوق.
ب. ماركس ينقد هيغل.
جوهر الدولة، في فلسفة هيغل السياسية، مزدوج: تتعالى الدولة عن الحياة الإقتصاديّة والاجتماعيّة، من جهة، وتلازمها، من جهة ثانية. للدولة إذاً سمتان متناقضتان: التعالي والحلوليّة. وكلّ ما يمتاز بهاتين السمتين مثالي وليس واقعياً. في إخضاعه المجتمع المدني للدولة، جعل هيغل من الدولة العالم الحقيقي وحوّل عالمي الإنتاج والعائلة، الذين ظهرا للوهلة الأولى على أنهما العالم الحقيقي، إلى عالم أدنى. وهذا ما رفضه ماركس في فلسفة الحقوق الهيغيلية حيث ظهر هيغل كمبشر بالملكية الدستورية، وهو الذي حاول مصالحة المتناقضات في المجتمع المدني تصالحًا مثاليًا منطقيًا بتوحيدها في الدولة.ان الدولة التوفيقية التي صورها هيغل والتي رأى فيها تجسيدًا للمصلحة العامة، هي، براي ماركس الدولة المغتربة عن المجتمع المدني، لانها تفصل نفسها عنه وعن الجسم السياسي ككل، بتأثير علاقات الملكية، انها تنفصل عن العالم الواقعي والمطلوب ان يتم اعادتها اليه، لينتفي جوهرها الغيبي، من دون انتفاء جوهرها الطبقي.
المجتمع المدني هو الذي يربط الأفراد بعضهم ببعض وعليه تقوم الدولة وليس العكس. " ان الحياة المدنية وليست الحياة السياسية هي رابطتهم الحقيقية. ولذلك فان الدولة ليست هي التي توحد ذرات المجتمع المدني مع بعضهم، بل حقيقة انهم ليسوا ذرات الا في الخيال، وفي سماء وهمهم، ولكن في الحقيقة كائنات فعلية تختلف اختلافًا مروعًا عن الذرات، وبكلام آخر ليسوا انانيين الهيين، بل كائنات بشرية انانية. الخرافة السياسية اليوم هي وحدها التي تتخيل ان الدولة توحد الحياة الاجتماعية، بينما الحياة المدنية هي في الواقع التي توحد الدولة" .
والديموقراطيّة الحقة هي في تلاقي مصالح أفراد المجتمع المدني الحقيقي وفي زوال الصراع الطبقي وعناصره (الطبقات) ومن ثم في اختفاء الدولة كبنية مستقلة عن المجتمع وموجهة ضده .وبمعنى آخر ازالة الاغتراب السياسي يتوجب ازالة الدولة كقوة قمع طبقي، فهي وان بدت في الظاهر فوق تناقضات المجتمع المدني فانها في جوهرها طبقية بامتياز ولكنها تدعي الشمولية وتمثيل الجميع بعدالة.
الاخضر القرمطي- عضو جديد
- عدد الرسائل : 5
العمر : 40
المهنة : استاذ فلسفة
تاريخ التسجيل : 26/01/2009
مواضيع مماثلة
» الاغتراب والماركسية-الجزء الثالث
» الاغتراب والماركسية-الجزء الخامس
» حول الاغتراب والماركسية -الجزء الاول
» الاغتراب والماركسية-الجزء الثاني
» هل سننتصر الجزء الاول
» الاغتراب والماركسية-الجزء الخامس
» حول الاغتراب والماركسية -الجزء الاول
» الاغتراب والماركسية-الجزء الثاني
» هل سننتصر الجزء الاول
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى